User:Aelsakka
أحمد حلمي سعيد السقا العقيلي <<الشيخ أحمد>>, <<أبو الخوالد>>, <<شيخ الصحافة في قطاع غزة>>. ولد رحمه الله عام تسعمائة وألف وتوفي عام ثلاثة وسبعين وتسعمائة و ألف من الميلاد. وتنقل في سكناه بين حي الدرج < <مسقط رأسه>> و الشجاعية, وحي الرمال. وتوفي رحمه الله في غزة. له من البنين ثمانية ومن البنات خمسة. لقب ب<<الشيخ أحمد>> لحفظه القرآن الكريم كاملا في طفولته. ولقب ب<<أبو الخوالد>> لأن كامل أسماء أبنائه الذكور مشتقة من مصدر <<خلد>>. كما أن كل إسم منهم يتضمن حروف المصدر الثلاثة <<الخاء, اللام, الدال>> وهم على التوالي: المستشار/ خالد, رجل الأعمال/ خلدون, المرحوم/ خويلد, المهندس/ خلود, السيد/ خلدي, المهندس/ خالدي, الأستاذ/ خلاد, الدكتور/ خلدان. أما بناته, فأسماؤهن كالتالي: الأديبة الأستاذة الشاعرة/ إخلاص, إيناس, المربية الفاضلة الأستاذة/ سوسن, الأستاذة/ نزهة, الأستاذة/ زيزفون. وقد تلقين تعليمهن العالي في الجامعات العربية المختلفة (القاهرة, بيروت العربية,دمشق, الرياض) في فروع الآداب/ اللغة العربية/ التاريخ / علم النفس. وهن سيدات مجتمع.
أما لقب <<شيخ الصحافة في قطاع غزة>> فهو لقب أطلقته عليه مجلة <<نداء العودة>> التي كانت تصدر في غزة في الستينيات العدد (21) لطول الفترة التي قضاها في الصحافة, وتقديرا لإنجازاته الصحفية. ولكونه أديبا وكاتبا وشاعرا حيث كان يرتجل الشعر ارتجالا في المطارحات الشعرية. وقد أتقن اللغتين العربية والتركية إتقانا تاما تحدثا وقراءة وكتابة.
رحلة حياة: رحل الشيخ أحمد في مقتبل شبابه إلى إمارة شرق الأردن <<المملكة الأردنية الهاشمية حاليا>> وأقام بها فترة طويلة من الزمن, حيث أنشأ كتّابا هناك <<كتّاب الشيخ أحمد السقا>> وامتهن تدريس علوم القرآن الكريم, والفقه, واللغة العربية, والأدب وكان بين تلامذته قادة أثروا في سياسة الأردن فيما بعد, منهم هزاع المجالي <<ذكر الشيخ أحمد حلمي السقا في كتابه مذكراتي>>, عاكف الفايز, وصفي التل. وكان لديه صداقات متينة مع شخصيات أردنية مرموقة منهم <<مثقال الفايز>> شيخ قبائل بني صخر.
إستشد حنينه للرجوع إلى غزة, مسقط رأسه, وكأن لسان حاله كان يردد ما قاله الإمام الشافعي رحمه الله: إني لمشتاق إلى أرض غزة وإن خانني بعد التفرق كتماني سقى الله أرضا لو ظفرث بتربها كحلت من شدة الشوق أجفاني وقد احتفظ لنفسه بعد عودته إلى غزة بصفحة مجهولة عن فترة وجوده في شرق الأردن لم نستطع معرفتها إلا من خلال كتابات ذكرته, أو أحاديث للصفوة من أصدقائه. بعد عودة الشيخ أحمد حلمي السقا, كان عليه واجب الدفاع عن وطنه ضد الإحتلال بكل وسيلة, فكتب المقالات الصحفية ضد المحتل تحت أسماء مستعارة فكان نصيبه كغيره من المناضلين, التعذيب, الجلد, السجن. إلا أن همته لم تفتر. وكان يتباهى خلال حياته بالعذاب الذي تعرض له, وبأنه لم يزده إلا قوة على قوة. وكان مندوبا ومراسلا لكثير من الجرائد والمجلات منها جريدة <<اليرموك>> و <<الكرمل>> ومجلة <<النفير>> و<<قافلة الزهور>> التي كانت تصدر في حيفا وجريدة <<فلسطين>> و <<الجامعة الإسلامية>> و <<الصراط المستقيم>> و <<الإقدام>> و <<مرآة الشرق>> و <<الجامعة العربية>> و جريدة<< الأردن>> التي كانت تصدر في حيفا ثم انقلت إلى عمان وكذلك جريدة <<أبو العلاء المعري>> التي كانت تصدر في دمشق. إسهامات الشيخ أحمد حلمي السقا العقيلي الثقافية والإجتماعية: كان المرحوم بإذن الله <<أبو الخوالد>> نائبا لرأيس النادي القومي العربي الفلسطيني الذي أصدر جريدة الصراحة عام وتسعمائة واثنين وخمسين <<جريدة سياسية عربية مستقلة تصدر في غزة – فلسطين>> وكانت الجريدة تعني بالسياسة, والثقافة, والأدب, والإجتماع. وبعد أن أغلق النادي القومي العربي أبوابه بعد الإعتداء الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة <<عام ألف وتسعمائة وستة وخمسين>> ونهب جميع محتوياته من كتب ومراجع وأثاث, أصر الأستاذ/ أحمد حلمي السقا على إبقاء جريدة الصراحة وقام بالإنفاق عليها من ماله الخاص. لقد لعبت جريدة الصراحة دورا رئيسيا في تهيئة جيل جديد من الصحافيين والأدباء والشعراء, كان من ضمنهم إبنته الأديبة الأستاذة الشاعرة/ إخلاص السقا التي بدأت نشر مقالاتها وقصائدها فيها والتي تركت فيما بعد بصماتها الواضحة قي صحافة دولة الإمارات العربية المتحدة <<جريدة الخليج>> <<مجلة الظفرة>>. وكان من ضمنهم إبنه الأكبر الأستاذ الأديب الشاعر/ خالد السقا الذي بدأ كتاباته فيها ثم أثرى فيما بعد صحافة المهجر في كندا <<جريدة المهاجر>> <<مجلة الفلسطيني>> بمقالاته السياسية والأدبية وقصائده المتنوعة التي ربطت المهاجرين العرب في دول الإغتراب ببلادهم فكرا وتاريخا وثقافة. وتعتبر جريدة الصراحة من أوائل الصحف التي صدرت في قطاع غزة لكنها تميزت باستمرارية الصدور. وقد كتب في جريدة الصراحة أو تخرج من مدرستها أدباء وشعراء ومؤرخون كبار منهم <<معين بسيسو>> <<هارون هاشم رشيد>> <<محمد أبو عيشة>> <<سعدي أبو عيشة>> <<إبراهيم سكيك>> وأسماء كبيرة وعديدة. كانت جربدة الصراحة في ذلك الوقت لسان حال البلد ومصدر أخبارها الوحيد خصوصا للمغتربين حيث كانت تربطهم ببلدهم وتزودهم بأخباره. كما قامت الجريدة المذكورة بإثراء الحياة الأدبية والصحفية وشاركت مشاركة جبارة في التوجهات التي كانت سائدة في فترة الخمسينات والستينات. وقد قام <<أبو الخوالد>> بوقفها بعد عدوان سبعة وستين وتسعمائة وألف واحتلال قطاع غزة ورفض كافة الإغراءات التي قدمها الحاكم العسكري الإسرائيلي لإعادة إصدارها في ظل الإحتلال. وكما قدر أن يكون مدرسا لمن لعبوا دورا حيويا في سياسة الأردن في فترة من الفترات, قدر له أن يلتقي بمن أثر في السياسة العالمية, حيث إلتقى الزعيم العربي/ جمال عبد الناصر في غزة بعد رحيل الجيش المصري عن مدينة <<الفالوجة>>. وامتدت صداقتهما من عام ثمان وأربعين وتسعمائة وألف وحتى إنتقاله إلى جوار ربه. صداقته مع شيوخ وأدباء وشعراء مصر: كان على رأس من صادقهم واتصل بهم أو اتصلو به شيخ الأزهر الشريف الإمام محمود شلتوت رحمه الله خلال زيارته لغزة , الأستاذ مصطفى أمين والأستاذ علي أمين, رأيسا تحرير جريدة أخبار اليوم المصرية, الشيخ محمد ماضي أبو العزائم رئيس تحرير مجلة المدينة المنورة التي كانت تصدر في مصر, وشيخ الطريقة العزائمية, الأديب المصري الكبير سيد ندا, الأديبة جميلة العلايلي رئيسا تحرير مجلة الهدف المصرية. وكلاهما أديب وشاعر معروف. شعبية <<أبو الخوالد>> وجوانب من دوره السياسي والمجتمعي: كان الشيخ أحمد حلمي السقا <<العقيلي>> شخصية محبوبة, إجتماعية, يعرفها معظم الناس في قطاع غزة على إختلاف أماكن تواجدهم. وكان كريما متفانيا في خدمة الجتمع. يعيش بين النلس, يشاركهم أفراحهم وأتراحهم وآمالهم, وتشهد له كل مجالسهم, فهو صاحب النكتة, وصاحب الرأي, وصاحب القلم. وقد تم اختياره في حياته ليكون نائبا لرئيس الإتحاد القومي العربي الفلسطيني وهو نادي اجتماغي ثقافي, كما تم اختياره ليكون عضوا في الإتحاد القومي العربي الفلسطيني عن محلة الشجاعية في قطاع غزة الذي كان بمثابة نواة للسلطة التشريعية التي تطورت فيما بعد إلى النحو الذي نراه الآن. وكانت علاقة <<أبو الخوالد>> ممتازة مع الحكام العامين لقطاع غزة قبل عام النكسة وخاصة مع الفريق أول يوسف العجرودي. وكان من القلائل الذين تفتح لهم الأبواب معهم ليكونوا واسطة بين السكان وبينهم في حالة وجود أية مشاكل حيث كان من الذين اختصهم الله بقضاء حوائج عباده رحمه الله. كان شديد الحساسية, كثير الطيبة, لا تأخذه في الحق لومة لائم. يهزه من الأعماق سماع المقرئ الشيخ/ محمد رفعت, ويطربه محمد عبد الوهاب, وتبكيه أم كلثوم. كان لأبي الخوالد عالمه الخاص. وكانت له صفحات مجهولة لم يستطع أبناؤه أو بناته قراءتها حتى رحل. كان عروبيا, وإسلاميا, وفلسطينيا, وغزيا حتى النخاع. توفي رحمه الله في غزة, ووري جسده الثرى في مقبرة <<إم مروان>> حيث يرقد معظم شيوخ السقا العقيليين. رحم الله <<الشيخ أحمد>>, أبو الخوالد <<شيخ الصحافة>>, وأسكنه فسيح جناته, وجزاه خيرا على ما قدمه من إنجازاته لدينه ووطنه وأمته.