انتقل إلى المحتوى

الهويه المصريه

من ويكيبيديا، الموسوعه الحره
الهويه المصريه

مصـر و ظهور اول دولة نظامية متطورة فى التاريخ

بتشتهر مصر بانها اقدم الحضارات و أعظمها علا وش الارض فالانسان المصرى ابتدا بالاستقرار علا ضفاف النيل وبدأ يزرع الارض ويربى المواشى و يستأنس الحيوانات من حوالى 10.000 سنة.[1] واتطور المصريين بسرعه وبدأو فى الصناعات البسيطة واتطور النسيج الاجتماعى للمصريين، وكوّنو امارات جنب بعضها مسالمه علا ضفاف النيل بتتبادل التجاره، وسبقت فى الموضوع ده كل بلاد العالم. وتشهد علا كده حضارة البدارى من حوالى 7000 سنة وحضارة نقاده (4400 سنة قبل الميلاد - 3000 سنة قبل الميلاد)وحضارة (العقرب). و كان التطور الطبيعى للامارات دى انها تتحد مع بعضها وفعلا اتوحد الوجهين القبلى والبحرى و بدا الحكم المركزى واللى ظهر فى بداية عصر الاسرات (حوالى 3000 قبل الميلاد). واتبادلت التجاره مع جيرانها ونشأت فيها الكتابه بالطريقة الهيروجليفيه , وقدمت الحضاره المصريه الفرعونيه غير تعليم العالم الكتابه -وتقديمها القلم والورق- والمزيكا والطب والفلك والهندسة و الحساب والكيميا والعمارة معالم ضخمة كتيرة علا الارض، بتعتبرها كتير من المنظمات الدوليه اللى ليها علاقه بالآثار انها تاريخ ومصدر للحضارة البشرية كلها، زى اهرامات الجيزة و أبو الهول وغيره من الاثار العظيمة، زى اللى موجودة فى مدينة منف و طيبه و الكرنك و وادى الملوك، وفيه علم خاص بدراسة آثار مصر اسمه علم المصريات.

انهيار الامبراطوريه المصريه

ابتدت الامبراطوريه المصريه فى الضعف بعد موت رعمسيس الحداشر فى 1078 ق.م،لمّا غزا الليبيين مصر بسبب الاضطراب الحاصل فى أطراف الامبراطوريه المصريه الكبيره نتيجة كترة هجوم شعوب البحر علا حدود الامبراطوريه المصريه فى سوريا و شطوط فلسطين., و فرض سمندس الليبى السلطه علا الجزء الشمالى من مصر ، وخلّا مدينة تانيس مكان حكمه. اما الجنوب، فكان تحت سيطرة "كهنة آمون فى طيبه"، اللى اعترفو بحكم سمندس بالاسم بس.[2] و فى الوقت ده، دخل الليبيين ضمن قبايل منطقة غرب الدلتا و احتلوها، وسيطر أمراء ليبيا علا الدلتا تحت حكم شيشنق الاول فى 945 ق.م، و أسس عيلة بتتسمّا عيلة (بوباستيس) اللى حكمت لحوالى 200 سنه.. لكن بعدين ابتدت سيطرة الليبيين تنقص مع ظهور سلالات تانيه منافسه فى منطقة الدلتا و تهديد عيلة مملكة كوش "النوبه دلوقتى" من الجنوب. و فى سنة727 ق.م، غزا الملك النوبى "بعنخى" الدلتا، وسيطر فى الاخر على الدلتا الا ان النوبيين حافظو علا التراث و الثقافه المصريه و ماحاولوش يحاربوها او يغيروها . علا العكس الحضاره المصريه الفرعونيه هى اللى أثرت فيهم لدرجة خليتهم يقلدو العادات والتقاليد و الديانات المصريه.

و بيقول الكاتب الامريكى جورج.جى.ام. جيمس فى كتابه الشهير (الحضاره المسروقه) " أنا ازعم لا دا أنا بأكد ان مصر اتعرضت لمحاولات خصاء ثقافى علا ايد كل الغزاه فى صراعهم علا الفريسه , و أزعم ان مصر عاشت فى معزل عنصرى وعانى اهلها من عنصريه شديده من ساعة سقوط الحضارة المصريه لغاية تاريخ ظهور حركات النهضه الحديثه بقيادة رفاعه الطهطاوى , كل الغزاه علا مر العصور ناصبو العداء القاتل للثقافه المصريه العظيمه و كل الغزاه بدايه من الفرس كان همهم الوحيد تدمير و نهب ثراوت مصر الماديه و الروحيه .., فهما ما استنفزوش ثروات مصر الاقتصادية و بس لأ دول نشرو الفساد فى البلد فدمرو البيوت و المؤسسات الثقافية اللى فيها , ونهبوا الكتب و دمروا المعابد و حرقوها و أخرسو الكهنه فى الوقت اللى ماكنتش المعابد المصريه المنتشره علا طول البلاد مركز للعباده و بس لكن كانت كمان مطبخ للثقافه و التنوير و ترسانه هايله من المعلومات والعلم هيا خازنة الوعى الاجتماعى والثقافى اللى بتنور بيه رؤية المجتمع و اطاره الفكرى و عشان كده كانت مستهدفه دايمن من الغزاة لتدميرها رغبه منهم فى تدمير منابع الثقافه المصريه و السيطره الكامله , ومكانش رجالة الدين فى مصر كهنه بس لكن كان ليهم دور امتد لكونهم رجالة علم و صناع معرفه بكل أشكالها , علشان المعرفه كان ليها قدسيه الهيه"[3]

عصر الاحتلال الفارسى لمصر

بيعتبر الغزو و الاحتلال الفارسى لمصر من اسوأ اللى اتعرضت له مصر من غزوات ، فمصر اتعرضت بسبب الاحتلال الفارسى للكتير من الانهيار فى كل المستويات على ايدين الفرس الهمج وقائدهم قمبيز ابن قورش او قمبيز التانى قمبيز ده غزا مصر سنة (525 ق.م) و كان أعد لحملته دى كل اللى قدر عليه من تجهيزات للحرب، و أيده اليهود و ساعدوه مقابل انه وعدهم ببنا معبدهم فى أورشليم، فعمل من فلسطين قاعده علشان يتحرك لمصر، وبكده كسب ولاء اليهود . وانحاز لقمبيز راجل اصله جريجى يعنى يونانى اسمه "فانيس"، كان قائد لفرقة مرتزقة فى جيش مصر، و فانيس خان مصر و قال لقمبيز خطط المصريين اللى كانو مجهزينها لمقاومة الحمله، كمان فاد قمبيز لأنه كان عارف خريطة الصحرا كويس و حافظها، ده غير علاقته ببدو سينا اللى خليتهم يمونوه بالمايّه و السلاح عن طريق الصحرا .

سياسة الفرس فى مصر

قمبيز الفارسى قام من لحظة دخوله مصر بالكتير من الاعمال الهمجيه فبمجرد دخول قمبيز لمنف انتقم منها أشد انتقام فقتل ودبح 2000 مصرى انتقام من "منف "كلها علشان سكان منف كانو قتلوا طقم السفينه الفارسيه اللى كان عدده 200 راجل بعتهم قمبيز لمنف لعرض شروط السلام لكن من وجهة نظر قمبيز لكن فى الحقيقه شروط (استسلام) وعشان كده اهل منف قاموا بقتلهم كلهم .

و فى مدينة "سايس" قام بعمل متخلف تانى و هو كان عايز يبين مدى احتقاره للعادات المصريه فأمر رجالته انهم يطلعو جسم الملك أحمس التانى المتحنط وضربه بالعصيان وان يخلعو شعر جسمه وراسه لكنهم ماقدروش لان الملك كان متحنط تحنيط كويس و كان وقتها لسه محتفظ بجودة التحنيط فأمر بحرقه كنوع من انواع تدنيس الدين والتقاليد المصريه .

كمان قمبيز قام بضرب معابد هليوبوليس بالحديد والنار وهدمها وحرقها من كل مكان زى ماعمل بالمسلات فهناك اتنين منهم متدمرين تدمير كبير جدا زى ما يحكى لينا هيرودت فى كتبه[4] وسخر من شكل الاله بتاح فى معبده ودخل اماكن ممنوع الدخول فيها الا للكهنه بس وسبب أضرار كبيره فى طيبة وبيقول "ديودور" ان قمبيز سرق قرص كبير جدا من الدهب من مقبرة أوزمانديس وهى مقبره فى الرمسيوم والقرص ده كان مدون عليه ايام السنه كلها ومعلومات بخصوص ظهور واختفا النجوم وغيره من الظواهر الفلكيه ،وقام شاحن القرص ده لبلده .

و قمبيز كان عايز يكمل غزواته للنوبه، ولكنه اتهزم ورجع وكمل بجيشه من طيبة لغاية الواحات الخارجه ومنها لسيوه، لكن فيه عاصفه رمليه ضخمه جدا طلعت فى الصحرا، فدفنت الجيش ده كله ومانجاش منه أى حد، وانتشرت فى الوقت ده اشاعة بين الناس ان لعنة الفراعنه بتلاحق قمبيز وبسبب الحادثه دى و غيرها ابتدا قمبيز يفكر فى الرجوع لبلده ،ولكنه مات فى الطريق سنة (522 ق.م)، وبيتقال انه انتحر.

وفى سنة (341 ق.م) رجع الفرس بحمله تانيه لمصر عن طريق البر والبحر، وقدرت تحتل مصر تانى، وفضل الفرس محتليين مصر لغاية ما غزاها الاسكندر الاكبر بعد تسع سنين .

عصر البطالمه

332 ق.م ل30 ق.م

غزا الاسكندر الاكبر مصر فى سنة 332 ق.م،

و مالقاش أى مقاومه من الفرس

،اما المصريين فهللو للاسكندر باعتباره المخلص من الاحتلال الفارسى الهمجى .

اعتمدت الاداره اللى عملها البطالمة للحكم فى مصر علا النموذج المصرى للحكم، و خلُّو مدينة اسكندريه الجديده هيا العاصمه . و كان الهدف الأساسى ليها هو عرض قوة و سيادة الحكم اليونانى، و بقت مقر للتعليم والثقافه، وده عن طريق مكتبة اسكندريه المشهوره[5] ،و نورت منارة اسكندريه الطريق لكتير من السفن التجاريه اللى بتمر علا المدينه، واعتمد البطالمه علا التجاره و المشاريع اللى بتجيب فلوس كتير، زى صناعة ورق البردى .

اول ملوك الفتره دى كان بطليموس الاول و هو كان من قادة جيش الاسكندر الاكبر واخرهم كانت الملكه كليوباترا السابعه و ابنها بطليموس الخمستاشر (قيصرون). و رغم ان الفتره دى كانت بتتميز بنوع من الازدهار والاستقرار فى مصر الا ان المصريين عانو فيها من التمييز الطبقى و المظالم الماديه، و فساد الاداره، لغاية ما اتفككت الدوله، وضعف الجيش و الأسطول.

و نتيجه للضعف الشديد للجيش و الاسطول المصرى و لإن مصر مطمع للغزاه علا مر الزمان فكان طبيعى يظهر غزو جديد و هو الغزو و الحكم الرومانى لمصر سنة (30 ق.م) واستمر حوالى سبع قرون، فكان أطـول فترات تاريخها و أدى لانهيار القوميه المصريه اللى حافظ عليها المصريين بدمهم لآلاف السنين .

عصر الاحتلال الرومانى لمصر

دخل الغزو الرومانى مصر لما اتمكن اكتافيوس من الانتصار على كليوباترا السابعه وانطونيوس فى حرب أكتيوم البحريه فى سنة 30 قبل الميلاد ومن اللحظه دى لغاية سنة 641 ميلاديه بقت مصر ولايه رومانيه .

سياسة الرومان فى مصر

اعتبر الرومان ومن بداية احتلالهم لمصر علا انها هيا البقره الحلوب للامبراطوريه الرومانيه ، وسمُّوها هما نفسهم ب(سلة غذاء الامبراطوريه الرومانيه) ده علشان مصر كانت غنيه اوى بالموارد و أهمها القمح اللى كانت مصر مشهوره بيه رغم انها كانت لسه خارجه من احتلال .

بيقول الفرد بتلر عن الحكم الرومانى فى مصر : ان حكومة مصر الرومانيه مكانش ليها الا غرض واحد، و هو انها تنهب و تسرق الفلوس من الشعب المصرى وتدّيه كغنيمه لطبقة الحكام اللى كانو من الرومان، ومكانتش بتفكر فى حال الناس فى الشارع سواء الماديه او المعنويه، فكانو بيحكمو زى الهمج كل همهم اظهار قوتهم بس بدون أى احساس بالعطف علا الشعب المحكوم[6]


كمان قام الرومان بتدمير اللى اتبقا من الهويه و القوميه المصريه وده عن طريق محاولة فرض لغتهم و ديانتهم وتدنيس مقدسات المصريين , فقام الرومان بتحريم اللغه المصريه المكتوبه و اعتبروها لغه "وثنيه ملوثه" وحاولو يفرضو حروف لغتهم المكتوبه وده عن طريق مايسمى باللغه القبطيه , والقبطيه هى محاوله لاستبدال الحروف المصريه بالحروف اليونانى.. والمحاوله دى مالهاش أى دعوى بالمنطوء الفعلى للغه المصريه الموروثه من جدودنا. وجات المحاوله دى بعد ما ثـبّـت الرومان رجليهم فى مصر بعد فتره طويلة جدا., ابتدت من سنة 330 ق.م. لغاية سنة 640 م.

وبيقول أنطون ذكري.. عالم اللغات المشهور.. فى كتابـه المعـروف (مفتـاح اللغـه المصريـه القديمـه) بعنوان (اللغه القبطيه وكتابتها) ص 120.. (فى سنة 389 م حرم الامبراطور ثيودوس الديانه المصريه الوثنيه واتقفلت المعابد تنفيذا لأمره وبقت الديانه الأرثوذكسيه هى الديانه الرسميه للحكومه.... وبكده انتها تمام استعمال الكتابه الهيروجليفيه والديموطيقيه.. و أخدو الحروف اليونانى وضافو ليها سبع حروف من اللغه المصريه بالخط الديموطيقى علشان مكانش ليها مثيل لفظى فى الابجديه اليونانيه)[7]

كمان قام المصريين بثورات كتير اوى لأنهم كانو بيتعذبو كتير و بتتسرق موارد بلدهم قدام عنيهم، فقامت ثوره فى طيبه بعد كام شهر من الغزو الرومانى، ومسك الثوار بالرومان اللى بيجمعوا الضرايب وقامو بضربهم ومات شويه منهم، وزحف ليهم الحاكم الرومانى جالوس من الاسكندرية لغاية أسوان، وقضى على الثوره ودبح فى الثوار، واتكررت الثورات فى الصعيد، وفى شمال شرق الدلتا و كان الرومان بيخمدوها.

واعتبر الرومان مصر هيا البقره الحلوب ليهم اللى لازم يستنزفو مواردها ويمصو دمها،فبيقول ألفرد: "ان الروم كانو بيحصّلو من مصر جزيه علا النفوس و ضرايب تانيه كتير اوى.. فأكيد ان ضرايب الروم كانت فوق طاقة المصريين، و كانت بتتفرض علا الناس من غير عدل". وبيقول مؤلفين (تاريخ العالم للمؤرخين): "ان مصر كانت بتضيف لمالية الدوله البيزنطيه مجموعه كبيره من المحاصيل والمنتجات المصريه، و كانت طبقة الفلاحين المصريين - مع حرمانها من كل قوه سياسيه ومن كل نفوذ -مرغمه على انها تدّى جزء كبير من المحصول للدوله الروميه، ده غير الضرايب، واتحولت ثروة مصر فى الوقت ده للنقصان والخراب".

و ساب الرومان فى مصر جيش من الرومان عدده تلاتين الف، تلت فرق، وقوات مساعده، سيطرة علا البلد و قضت على الثورات اللى فيها، وحولتها لمزرعه بتمد الامبراطوريه الرومانيه بالفلوس و الغله، خصوصا القمح، لدرجة ان الامبراطور تيبريوس هزأ حاكم من الحكام بعتله الضرايب زياده عن قيمتها السنويه و قال له: "أنا ولّيتك علا مصر عشان تقص وبرها مش تسلخ جلدها"!

ورغم ان الرومان عاملو الشعب المصرى علا انه شعب مغلوب و مقهور وسرقو فلوسهم وخير بلدهم، الا انهم فى نفس الوقت ادُّو لليونانيين و اليهود امتيازات خاصه فى مصر، وحظرو علا المصريين كلهم شيل السلاح و بقت عقوبته الاعدام .

و مااكتفاش الرومان بمحالة تحريف اللغه الاصليه للشعب المصرى وفرض بالضرائب وسرقة الناس لكنهم كمان اجبرو المصريين علا الدخول فى دين الدولة الرومانيه و هيا الديانه المسيحيه واللى بقت هيا الدين الرسمى الوحيد للدوله فى وقت حكم الامبراطور تيودوسيوس الاول (379 - 395م) اللى أصدر مرسوم بكده سنة 380م، كمان طلع مرسومين فى سنة 392 وسنة 394م حرم فيهم كل الديانات المصريه".

و اتعرض المصريين لأشد انواع الاضطهاد فى عهد الامبراطور فوكاس (602 -610م)، فاشتهر عهدُه بالمؤامرات وعمليات القتل، واتأثرت مصر بكده جدا فاتملت ارض الصعيد بعصابات الحراميه و قطاع الطرق، وغزاها البدو و النوبيين، و اضطربت أحوال مصر السفلى وبقت مكان للفتن والثورات والحروب بين الطوايف،وبقت شبه حرب اهلية. اما الحكام فكان كل همهم تجميع الفلوس لخازنة الامبراطوريه . واتعرضت الامبراطوريه فى الأوقات دى لكارثه كبيره، فانهزمت فى البلقان و آ سيا الصغرى والشام، ودخلتها الجيوش الفارسيه، وحاول الفرس انهم يرجعو يدخلو مصر تانى.

كسرى برويز

فى ايام (فوكاس) (602 - 610م) ملك الروم، بعت كسرى او(خسرو) أبرويز ملك فـارس جيوشه للشام و مصر، فخربو كنايس القدس و كل بلاد الشام، وقتلو المسيحيين ، ودخلو مصر فقتلو من المصريين عدد كبير، و سرقو و نهبو كتير زى غيرهم من الغزاه و ساعدهم اليهود فى محاربة المسيحيين و تخريب كنايسهم.

وفى ايام "فوكاس" قام يوحنا الرحوم بطرك اسكندريه بادارة مصر عشر سنين، و مات بقبرص و هو مستخبى من الفرس ، ففضى كرسى اسكندريه من البطريركيه سبع سنين لخلو مصر و الشام من الروم، و كان غزو الفرس لاسكندريه بالظبط سنة 617 م، وسيطرو علا باقى مصر سنة 618 م، و وصلو لغاية أسوان، وفضلو محتلين مصـر حوالى عشر سنين .

ولما اتولى الملك هرقل (610 - 641م) حكم روما قدر يتغلب علا الفرس وغزا العاصمه بتاعتهم (المداين)، و أجبرهم علا الانسحاب من كل الأراضى اللى احتلوها من اسيا الصغرى و الشام، وخرجو من مصر سنة 627م ، وبكده رجع الغزوالرومانى لمصر فى عهد هرقل.

وفى سنة 631م بعت هرقل الأسقف سيروس Cyrus و بقا بطريرك للاسكندريه، و هو اللى ذكره المقريزى باسم "فيرس" وذكره غيره باسم "قيرس" ، وغير انه كان بطريرك الا انه كمان كان نايب عن هرقل فى حكم مصر، و كانت اسكندريه لسه هيا العاصمه ..

و وصل "سيروس" اسكندريه، وبدأ اضطهاده للمصريين عشان يرغمهم علا اتباع المذهب الملكانى الحكومى، فكان عليهم يا اما يختارو بين المذهب الملكانى بنصه او يفضلو محتفظين بالمذهب اليعقوبى وبكده هتكون عقوبتهم الجلد او الموت، و رفض بابا مصر بنيامين الاعتراف بسلطة البطريرك الملكانى سيروس فاتعرض لاضطهاد كبير اضطره انه يسيب اسكندريه و يهرب علا صحرة الاسقيط ( شهات ) فى وادى النطرون فلقا هناك عدد صغير من الرهبان بعد ما قتل الفرس رهبان كتار فى العشر سنين اللى طلعو فيها مصر من الحكم البيزنطى ، فساب بنيامين وادى النطرون و راح علا الصعيد و استخبا هناك بعد ما طلب من اساقفته انهم هما كمان يستخبو ، و فيه سمعو كلامه و فيه اتبعو سيروس تحت الضغوط الفظيعه ، و عين هرقل اساقفه ملكانيين فى نواحى مصر و اضطهد المصريين اليعاقبه اضطهاد كبير و قامت فى مصر موجه من التنكيل و الاذلال ماكانلهاش مثيل فى التاريخ ، و هجم البيزنطيين علا الكنايس و الاديره و نهبو الاوانى المقدسه و صادرو الاراضى و الممتلكات وجلدو الاقباط بالكرابيج و قتلوهم و اعتقلوهم و عملو فيهم كل الفظايع ، و قبض سيروس علا مينا اخو بنيامين و عذبه بخلع سنانه و حرقه بالمشاعل بطريقه مرعبه و بعدين حطه فى شوال متعبى رمل و رماه فى البحر .[8]

الاحتلال العربى لمصر

العرب كانو مش ارحم من المحتلين اللى سبقوهم . فضلو علا نفس منهج المحتلين فى سرقة و اضطهاد المصريين وده اللى بيحاول يخفيه العرب و مؤيديهم فى كتب التاريخ لتحسين صورة الاحتلال و اظهاره بصوره تانيه، الا ان الاجنبى الغريب بيفضل دايمن مصلحته غير مصلحة ابن البلد ، فالعرب فضلو يحاولو يدخلو مصر خمس سنين وده علشان الدوله الرومانيه البيزنطيه كانت ميته علا مصر و اعتبرت ان سقوط مصر من ايديها مسألة حياة او موت بالنسبه ليها، وبعبارة هرقل "لو ضاعت الاسكندريه ضاع ملك الروم"

و ابتدا الغزو العربى لمصر سنة 641 م علا ايد القائد العربى عمرو ابن العاص (وخلا عاصمة مصر الفسطاط بدل اسكندريه .معنى الفسطاط "الخيمه"!) وفضل الغزو العربى لمصر موجود و بيحكم لغاية سنة 877 م لما استقل احمد بن طولون بمصر من الدوله العباسيه و اسس الدوله الطولونيه المستقله ، وان كان فيه بعض المؤرخين القوميين بيقولو ان الاحتلال العربى لسه موجود لكن مش بكيانه و انما بفكره و ثقافته الرجعيه المتمثله فى الفكر (القومى العربى) واللى خلا مصريين كتير يفتكرو انهم عرب رغم انهم چينين و جغرافين و فكرين و حضارين مش عرب فالمصرى عمره ماكان بدوى و عمره ما سكن الخيم بالعكس ده المصرى هو انسان صاحب حضاره عظيمه وبنا بايديه شواهد و معابد و آثار و قصور ضخمه عظيمه بيقف العالم قدامها انتباه!

وفى بداية دخول العرب لمصر وقف المصريين علا الحياد فى حروب العرب مع الرومان وان كان فيه شوية مصريين انضمو للعرب فى الحرب ضد الرومان نتيجة التعذيب و الاضطهاد اللى عمله الرومان فى المصريين. ولما استقر الغزو العربى فى مصر عمل بالظبط زى اللى عمله الغزاه اللى قبله . العرب عرفو ان المصريين مستعصيين علا أى احتلال فبدل ما يفرضو ثقافتهم و لغتهم علا المصريين من الاول دخلو عليهم بحجة انهم جايين يحموهم و يحافظو عليهم لكن طبعن بشروط بتتمثل فى الجزيه و الضرايب بالظبط زى ماعمل أى محتل لكن بطريقة الخدعه و المكر , فالعرب اعتبرو ان مصر هيا منجم الدهب للامبرطوريه العربيه الصغيره وبدأو فعلن فى فرض الضرايب علا كل المصريين سواء المصرى المسلم او المصرى المسيحى و لكن كمان فرضو الجزيه علا المصريين المسيحيين و اليهود ده غير تخصيص جزء كبير من محاصيل و غلة مصر اللى بتتشحن كل سنه لخزاين العرب فى الحجاز .

و كان من شروط دفع الجزيه: "و كانت الجزيه بتتفرض علا حسب فقر الذمى فكان الفقير بيدفع دينار و المتوسط دينارين و الغنى اربع دنانير [9] بيقف الذمى بين ايدين عامل الجزيه مذلول، فيخبطه العامل بايده ،و يقول له ادفع الجزيه يا كافر، و يطلع الذمى ايده من جيبه و فيها الجزيه و يديها له بذله وانكسار" [10] ده غير ان عمرو بن العاص كان عمل معاهده مع سيروس ( المقوقس ) تحمى المصريين مقابل انهم يدفعو ضريبه اسمها ضريبة الراس علا المصريين .

و كانت كل المناصب الكبيره فى مصر فى الوقت ده مقتصره على العرب بس ومابيدخلهاش أى مصرى نهائى ؛ كمان قام العرب بعملية "عربنة مصر" فبدأوا بفرض اللغه العربيه شويه بشويه فبدأو الشغل بيها فى الدواوين والمصالح الحكوميه و كانت مقصوره على المصالح الحكوميه بس لغاية سنة 706 ميلادى لما فرضو اللغه العربيه على مصر كلها وبقت هيا اللغه الرسمى لمصـر فى عهد الوالى الاموى عبد الله ابن عبد الملك واللى ساوم المصريين بين عربنة لسانهم وبين وظايفهم فى الدوله وده أدى لانتشار الاميه بين المصريين بشكل كبير جدا واتدهورت العلوم زى الطب و الرياضيات و الفلك والعماره و غيرها.

كمان قام القائد العربى عمرو بن العاص بفتح قناة تروجان الواصله بين النيل و البحر الاحمر لتسريع عملية نقل الغلة والفاكهه والمحاصيل المصريه لجزيرة العرب وبكده نلاقى ان العرب هما كمان مااختلفوش عن أى محتل فى عملية نهب مصر .

و يقول المقريزى " وانحط خراج مصر فى عهد (عمرو و ابن سعد ) لنمو الفساد مع الزمان وانتشار الخراب فى معظم الارض المصريه "[11]

وتحت الحكم العربى فضل الوضع زى ماكان فى الفتره البيزنطيه بالنسبه لملكية المصريين لأرضهم فكان من الممكن السماح للمصرى بانه يتملك حتة ارض لكن بشرط و هو انه يدفع ضريبه عن الارض بانتظام ده غير ضريبة الراس

حال المصريين تحت الحكم العباسى

فى بدايات العصر العباسى اتحسنت أحوال المصريين عن اللى كانت فيه ايام الامويين اللى ارهقوهم بالضرايب ففى ايام الأمويين قام الخليفه الأموى التامن عمر بن عبد العزيز ( حكم 717-720) بفرض ضريبة راس ( جزيه ) على المصريين المسيحيين (الاموات) بيدفعها عنهم قرايبهم اللى عايشين و الخليفه العاشر هشام بن عبد الملك ( حكم 724-743) زاد الضرايب بعد ما نصحه والى خراج مصر عبد الله ابن الحبحاب بأن مصر بتحتمل زياده فى ضريبة الخراج فزاد الضريبه قيراط علا كل دينار فانتفض المصريين المسيحيين وثارو عليه فى كور تنوديمى و قربيط و طرابيه و كل الحوف الشرقى فبعت لهم الوالى الأموى الحر بن يوسف جيش يحاربهم واللى قتل اعداد كبيره منهم و بعدها انتشرت الثوره فى الصعيد كله فبعتلهم الوالى وقتها حنظله ابن صفوان جيش وعمل فيهم اللى عمله اللى قبله[12]

نهاية الاحتلال العربى

انتها الحكم العربى الغازى لمصر بنهاية الحكم العباسى رغم ان حكام مصر فى الفتره اللى بعدها ماكانوش حكام مصريين اللا ان مصر كانت مستقله و مستقره شويه و اتوقف نهب الغله المصريه و شحنها بره مصر و اتوقفت عملية فرض لكتير من الضرايب و استمرت الفتره دى مابين الدوله الطولونيه (868)لغاية وقوع الدوله المملوكيه سنة (1517) و بداية ظهور مستعمر جديد اسمه الدوله العثمانيه

الاحتلال العثمانى لمصر

بدأ الغزو العثمانى لمصر نتيجة ضعف المماليك اللى حكمو مصر وانشغالهم بالصراعات اللى بينهم وبين بعض ده غير اعتمادهم على الأسلحه التقليديه العاديه بدون اهتمامهم بتطوير الجيش .,و ابتدت محاولات العثمانيين التراكوه غزو مصر فى عهد السلطان الغورى .

و حاول السلطان الأشرف طومان باى اللى جه بعد الغورى انه يتصدى للعثمانيين لكن الجيش مكانش قادر على الصمود نتيجة تشتته فى الشام بسبب معركة مرج دابق فانهزم فى معركة الريدانيه رغم ان السلطان الأشرف طومان باى حارب ببطوله و رغم هزيمة الجيش الا انه مااستسلمش و فضل يحارب و يقاوم لأخر لحظه.

ودخل العثمانيين مصر و احتلو القاهره فى 26 يناير 1517 و بكده اتحولت مصر من دوله مستقله لولايه عثمانيه بيحكمها السطان العثمانى من استنبول عن طريق نايب ليه بيسكن فى قلعه

وكان اول الولاه العثمانيين لمصر هو خاير بك اللى عينه السلطان سليم الاول و آ خرهم كان سيد باشا ابو بكر الطرابلسى ( بكير ) .

نهب العثمانيين لمصر وتغيير ثقافتها

عمل الغازى الجديد نفس اللى عمله المحتلين اللى كانو قبله فى مصر فقامو بدخول الأحياء زى حى الأزبكيه و قامو بخلع الابواب و الشبابيك الحديد و سرقوها وحطّوها علا الجمال و باعوها ، و قعدو يخوفو الناس و يخطفو الستات و الصبيان و قتلو الناس فى الشوارع ليل نهار لتوطيد حكمهم وبكده انتشر الرعب بين المصريين ، فراح امين قضاة مصر مع الامير قايتباى لخاير بك فى القلعه و حكو له علا اللى بيحصل فنادا خاير بك فى القاهره بمنع خروج الستات و الصبيان و البنات من بيوتهم و ان الدكاكين و الأسواق تتقفل من بعد المغرب و ان الناس مايمشوش فى الشوارع بعد المغرب .

و نهب العثمانليه الغله عشان يأكلو بيها حصنتهم فبقت الناس مش لاقيه العيش و دخلو الارياف و سرقو مواشى و طيور الفلاحين ، و بيحكى ابن اياس اللى عاصر الأحداث ان عساكر العثمانيه كانو جعانين و نفسهم قذره .. وعندهم حقاره زايده فى نفوسهم و قلة دين .. و كانو همج زى البهايم[13] كمان فضل الاتراك يحاولو يغيرو فى الهويه والعادات المصريه وبطريقه منهجيه ففى 13 نوفمبر 1518 طلع خاير بك قرار بمنع خيال الضل و الغنا فى الشوارع و منع زفة العرسان بعد العشا و منع فتح الاسواق بعد المغرب ، و وقف تفريق اللحوم فى عيد الأضحى علا الجنود و الفقها و الموظفين زى ما كان الحال بالظبط فى وقت الدوله المملوكيه ، و بكده ابتدت مباهج مصر اللى اتميزت بيها عن كل البلاد فى الاختفا ، و بيقول ابن اياس فى الموضوع ده :" وصار على الوجوه خمدة "[14]

و موقفتش عملية "عثمنة مصر" و تغيير العادات المصريه علا اللى فات وبس. ففى نوفمبر 1521 وصل مندوب من السلطان العثمانى و معاه أرطال بأطوال و و أوزان غير اللى كانت مستعمله فى مصر و اتنادا فى القاهره بأن الأطوال و الأوزان العثمانية دى اتحطت بدل الأطوال و الأوزان المصريه و ان لازم علا التجار و البياعين ان يسمعو الكلام و ينفذو الأوامر و مايتعملوشى بغير الأطوال و الأوزان دى، و ان اللى هيخالف الاوامر دى هيتشنق علا باب دكانه. و بكده غير الأتراك نظام الأطوال و المكاييل فى مصر كمان.

كمان فرض العثمانليه ضريبه علا الجواز و الطلاق علا النسق العثمانى فبقت ناس كتيره لا قادره تتجوز و لا تتطلق من كتر المصاريف. بيقول ابن اياس : " فصار الذى يتجوز او يطلق غرامته نحو اربعه أشرفيه، فامتنع الجواز و الطلاق فى الايام دى ، وبطلت سنة النكاح و الامر لله فى دا " [15]

كمان غير قاضى العسكر التركى قوانين الجواز و المهر و الصدقه فى مصر بطريقه مجحفه فى حق الستات عشان تبقا زى فكر و ثقافة الأتراك ، و بعد ما كانت الست المصريه محترمه و موقره فى العصر المملوكى لدرجه أنها كانت بتدهش الأغراب و لدرجه ان الست كانت وصلت لمنصب " سلطانه " الا انها عانت من القهر والذل علا ايد المستعمر التركى .

و فى 12 يونيه 1522 بعت خاير بك و قاضى العسكر التركى المناديه ينادو بالتركى و العربى فى شوارع القاهره ان خروج الستات للأسواق اتمنع بتاتن و مصرح بس للعجايز و ان ممنوع علا الستات انهم يركبو حمار متأجر و ان الستات اللى هيعصوا الأوامر هيتضربو و يتربطو من شعرهم فى ديل حصان و يتلف بيهم فى شوارع القاهره. و بعدها بكام يوم اتعدل القانون بمنع الستات من الخروج من البيوت مش بس من روحان الأسواق و من ركوب الحمير المتأجره و ان لو مكارى ركب ست علا حماره هيتشنق . وبكده اتعرضت الست المصريه زيها زى الراجل لكتير من الذل بعد ما كان ليها مكانه و أهميه كبيره جُوّا المجتمع المصرى ’ فبيقول المؤرخ ابن الحاج."ان الست المصريه كان ليها مكانه محترمه فى المجتمع المصرى و كانت هيا المسئوله عن بيتها و بتديره من غير تدخل الراجل. ومن أسامى الستات اللى كانت منتشره أياميها أسامى زى " ست الكل " و " ست الناس " و " ست الخلق ".

سقوط السيطره العثمانية علا مصر

وفضلت مصر مجرد ولايه تابعه للدوله العثمانيه لغاية ما اتولى محمد على باشا حكم مصر واستقل بيها لحد ولو مكانش استقلال تام الا ان عمليات نهب مصر وخروج خيرها لغير المصريين اتوقفت فى عهده. وقدر محمد على باشا انه يفهم أهمية مصر بذكائه فبيقول "ان المصريين مش فاهمين قيمة نفسهم ولا قيمة بلدهم مصـر"

و خاض محمد على فى بداية حكمه حرب جوانيه ضد المماليك والانجليز لغاية ما سيطر على مصر تماما، وبعدين خاض حروب بانيابه عن الدوله العثمانيه فى جزيرة العرب ضد الوهابيين وضد الثوار اليونانيين الثايرين على الحكم العثمانى فى الموره، كمان وسع دولته فى الجنوب بضمه للسودان. و بعد كده اتحول لمهاجمة الدوله العثمانيه نفسها فحارب جيوشها فى الشام والأناضول وقضى عليهم، و كان هيخلص على الدوله العثمانيه كلها، لولا ان ده اتموديل مع مصالح الدول الغربى زى انجلترا وفرنسا اللى وقفت محمد على و أرغمته انه يتنازل عن معظم الأراضى اللى ضمها .

وفى فى فترة حكم محمد على، قدر ينهض بمصر عسكرى و تعليمى و صناعى و زراعى و تجارى، و ده خلاّ من مصر دوله كبيره ومهمه فى الفتره دى، الا أن الحاله دى ماستمرتش بسبب ضعف خلفه اللى جم بعده و تفريطهم فى اللى حققه من مكاسب بالتدريج لغاية ما وقعت دولته فى 18 يونيه سنة 1953 م، واتلغت الملكية و اعلنت الجمهوريه فى مصر.

الاحتلال الانجليزى لمصر

و كانت اول محاوله لبريطانيا فى احتلال مصر سنة 1807 م, لما بعتت انجلترا حملة فريزر لكن اتهزمت قدام مقاومة الشعب المصرى, وفى سنة 1882 م انتهزت بريطانيا فرصة أحداث الثورة العرابية وقدرت تحتل مصر لغاية ما حصلت مصر على الاستقلال الاسمى بس فى تصريح 28 فبراير 1922 وطلع دستورها سنة 1923. و كان الاستقلال ده ماهو الا استقلال شكلى بس علشان بريطانيا فضلت محافظه على وجودها العسكرى فى مصر كمان أحتفظت باشرافها على الكتير من المجالات اللى بتخص مصر, وفى الفترة الملكية فى مصر والمصريين القوميين فضلو مصممين على انهاء اللى اتبقى من الوجود البريطانى فى مصر .

وكان الانتهاء الحقيقى للاحتلال الانجليزى لمصر سنة 1956 م وبكده ولاول مره ومن عهد الأجداد الفراعنه رجعت مصر لحضن المصريين ليحكمها المصريين لكن للأسف مش بصوره كامله وده علشان الحكام اللى حكمو مصر فى الفتره اللى بعد الملكيه على طول اعتنقو فكر القوميه العربيه واللى جرّت مصر لحروب بره مصر علشان خاطر دول تانيه خارجيه زى اليمن وفلسطين و غيرها والاهتمام بالقضايا الغير مصريه واللى انتهت بغزو اليهود لسيناء ودخلت مصر مرحله تانيه من عدم الاستقرار السياسى والاقتصادى والاجتماعى بعد ما كانت مصر هتدخل عصرها الدهبى الريادى والقائد للعالم كله زى ماكانت فى عهد العصر الفرعونى .

نهب الانجليز لمصر

بكل تاكيد ان المحتل الانجليزى عمل بالشعب المصرى نفس اللى بيعمله أى محتل غريب فى سرقة البلد ونهب ثرواتها واذلال شعبها، فالمصريين شافو أبشع المحن وعاشو فى ذل واستعباد بعد ما خرجو من تاريخ اجدادهم الفراعنه اللى حكمو العالم و أخضعوه لارادتهم ، و بعد مااعتنقو قومية المحتل الغريب .

ومن ضمن اللى عمله الانجليز من نهب لخير مصر انهم قامو بسرق القطن المصرى صاحب النوعيه الممتازه والمشهور عالميا بجودته وشحنوه لمصانع النسيج فى "مانشستر" ورجعو صدرو المنسوجات للمصريين تانى بأسعار عاليه جدا!

كمان عمل الانجليز تغيير اجتماعى نشأ عنه ظهور شريحه من المثقفين والرموز السياسية ورجال الاعمال و أصحاب الاراضى مرتبطين بالانجليز وبأفكارهم، وارتبطت مصالحهم بمصالح الانجليز . و حصل فى عهد الانجليز الكتير من الاحداث المهينه زى حادثة دنشواى المشهوره واللى انعدم فيها 4 فلاحين ده غير الحكم على 12 فلاح بالاشغال الشاقه لمدد مختلفه و بجلد كل واحد فيهم خمسين جلده ,. وغير كده من الاحداث اللى اتعود أى محتل انه يعملها بالمصريين .

ولازم نعرف ان بريطانيا كانت استلفت من مصر فى الفتره الاخرانيه من الاستعمار "مايعادل 29 مليار دولار" فى الوقت اللى احنا فيه ومرجعتش لمصر أى حاجه من الفلوس دى لغاية دلوقتى .

القوميـه المصـريه

بعد كل اللى مرت بيه مصر كل فترات الاحتلال والغزو والنهب اللى فاتت واللى أضعفت كتير فى الروح والهويه المصريه العبقريه ظهر تيار وطنى جديد بيهتم و بيسعى لاحياء ورجوع القومية والهوية المصريه الخالصه البعيده عن التلوث بقوميات دخيله على الشعب المصرى وماتعبرش عن حضارته اللى حكمت العالم ايام زمان , وبترتكز افكار التيار ده على قاعدة ان مصر هى مهد الحضارت و اصلها وعلشان كده لازم تعود مصر لدورها الريادى العظيم والحاكم للعالم كله زى ما كان زمان بان مصر تبقى هى القوه العالميه الحديثه وده بالاعتماد على اللى بتتمتع بيه مصر من تراث حضارى عظيم نوّر العالم كله من زمان ولحد دلوقتى بكم العلوم والنظام اللى كان بيتمتع بيه المصريين واللى كان المحتل كل همه تدمير الثقافه دى واحلالها بأفكاره الجاهليه علشان يقدر يسيطر على مصر وخيرها وشعبها.

و اتبلورت فكرة القوميه المصريه وابتدت فى الظهور فى القرن التسعتاشر الميلادى مع بداية ظهور علم المصريات واهتمام العالم الاوروبى بالحضاره المصريه الفرعونيه لدرجه الهوس بيها وبألغازها و محاولة كشف أسرارها .

أهم اللى بينادو بالقومية المصرية

من أهم اللى بينادو برجوع القوميه المصريه احمد لطفى السيد، بيومى قنديل، سلامه موسى، طه حسين، سيد القمنى، سامى حرك، هشام حتاته، زاهى حواس.

و طه حسين كان بيقول بخصوص اهتمامه برجوع القومية المصريه الاصيله فى سنة 1933 فى مجلة "كوكب الشرق" الكلام ده:

«ان الحضاره المصريه والفرعونيه متأصله فى نفوس المصريين وستبقى كذلكلكن لازم تبقى وتقوى والمصرى فرعونى قبل ما يكون عربى, ولا يطلب من مصر أن تتخلى عن فرعونيتها والا هايكون معنا ذلك: اهدمى يا مصر ابا الهول والأهرامات و أنسى نفسك و أتبعينا.. لا تطلبوا من مصر اكثرو ده تقدر أن تعطي, مصر لن تتدخل وحدة عربية سواء كانت فى القاهرة او دمشق او بغداد»[16]

مصادر

  1. Egyptian Chronology
  2. سيرنى (1975) p. 645
  3. الكاتب الامريكانى جورج.جى.ام. جيمس - كتاب " الحضاره المسروقه "
  4. Herod :ch 3*4
  5. شو (2002) p. 405
  6. غزو العرب مصر. د. ألفرد بتلر
  7. كتاب مفتـاح اللغـة المصريـة القديمـة لأنطون ذكري
  8. عزيز سوريال، تاريخ المسيحيه الشرقيه، 97-98
  9. معالم القربة فى احكام الحسبه للقرشى صـ99.
  10. معالم القربه فى احكام الحسبه للقرشى ص99
  11. المقريزى، المواعظ، 159/ج1
  12. المقريزى، المواعظ، 127-128/ج1
  13. ابن اياس، 208/ج5
  14. ابن اياس، 292-294/ج5
  15. ابن اياس، 418/ج5
  16. طه حسين مجلة "كوكب الشرق" 12 اغسطس 1933