ما هو أفضل وقت لزيارة جمهورية التشيك؟

بحلول شهر فبراير، يصبح تساقط الثلوج متوقَّعاً في كل مكان وفي أي وقت. ومع بقاء درجات الحرارة دون درجة التجمّد كما في شهر يناير وغياب أشعة الشمس عن الأجواء، من الضروري جلب ملابس شتوية دافئة. وإذا كنت من هواة الأنشطة في الهواء الطلق، يُعتبر شهر فبراير الفترة الأمثل للتزلج على الثلج باستخدام مزلجين أو مزلج واحد في منتجعات التزلج المنتشرة في جمهورية التشيك مثل سبيندلروف ملين وكلينوفيتش (Keilberg) المجهزة خصيصاً للمتزلجين المبتدئين ومتوسطي الخبرة على حد سواء. أما في حال لم تكن من هواة التزلج، قد تفضّل الاسترخاء في ينابيع المياه الحارة في بلدات السبا مثل كارلوفي فاري وماريانسكي لازني (وكلتاهما على بعد رحلة نهارية قصيرة من براغ).

من أشهر الفعاليات التي تقام في هذا الشهر كرنفالي بوهيمي المعروف أيضاً باسم "Masopust". ويُعد هذا الكرنفال مناسبة للاحتفال ببداية الصوم الكبير ويشمل المسيرات التنكرية والموسيقى الحية والرقص وتناول الطعام والمشروبات طوال اليوم. وهو يقام على مدى خمسة أيام في براغ وغيرها من الوجهات في منطقة بوهيميا مثل تشيسكي كروملوف. وبالإضافة إلى ذلك، تستضيف براغ أيضاً المهرجان الدولي لأوركسترا الرياح في تواريخ متفاوتة في منتصف شهر فبراير.

مع حلول فصل الربيع، تبدأ النباتات الخضراء بالانتشار في الريف التشيكي. وعلى الرغم من ذلك، من المتوقع أن يظل الطقس بارداً لغاية النصف الثاني من شهر مارس حيث قد تصل درجات الحرارة بأقصاها إلى 11 درجة مئوية خلال النهار، كما من المتوقع أن تستمر كميات من الثلوج بالتساقط على المرتفعات. لذا، احرص على جلب معطف سميك وسترة لتبقيك دافئاً، بالإضافة إلى نظارات شمسية لارتدائها عند سطوع الشمس.

يصادف شهر مارس أيضاً موعد إقامة مهرجانين سينمائيين في العاصمة التشيكية. ويعرض مهرجان براغ الدولي للأفلام المعروف باسم "Febiofest" أعمالاً جديدة لمخرجين دوليين، في حين يعرض مهرجان ”عالم واحد“ الدولي لأفلام حقوق الإنسان أفلاماً وثائقية تتمحور حول المشاكل الاجتماعية ونمط الحياة والبيئة. وتعد مدينة براغ نقطة الانطلاق لهذين المهرجانين قبل متابعة عرضهما في مواقع مختلفة من البلاد.

في هذا الشهر، تساهم ساعات النهار المشمسة الأطول والأكثر دفئاً بارتفاع متزايد في أعداد السياح. لكن هطول الأمطار في شهر أبريل هو أمر معتاد في جمهورية التشيك، كما أن هناك احتمالية لتساقط الثلوج، لذا من المستحسن ارتداء الملابس الدافئة أثناء الرحلات الاستكشافية في الهواء الطلق. وقد تصل درجات الحرارة إلى 15 درجة مئوية في نهاية الشهر، ونادراً ما تهبط لما دون 5 درجات مئوية.

تصادف عطلة عيد الفصح في شهر أبريل أيضاً، وتصل إلى ذروتها مع الألعاب والأنشطة العائلية في إثنين الفصح. وتعد هذه الفترة فرصة رائعة لشراء الهدايا التذكارية في أسواق عيد الفصح في براغ وتذوّق المأكولات العالمية في مهرجان طعام الشارع السنوي. وبدلاً من ذلك، يمكنك السفر إلى هناك في نهاية الشهر لمشاهدة احتفالات مهرجان ليلة فالبورجيس العريق المعروف باسم "حرق الساحرات" والذي يقام على قمم التلال في مختلف أنحاء البلاد يوم 30 أبريل. وفي هذه المناسبة، يجتمع المواطنون التشيكيون في مثل هذا اليوم لمشاهدة حرق دمى شبيهة بالساحرات فوق النيران أثناء الاستمتاع بتناول المأكولات الشهية والمشاركة في الأنشطة المختلفة المناسبة للعائلات.

يشتهر مايو بكونه أكثر الشهور ازدحاماً خلال السنة في جمهورية التشيك. ويمتاز هذا الشهر بطقس دافئ وأزهار متفتحة، كما تقام خلاله سلسلة من المهرجانات الكبرى في براغ. ولن تحتاج سوى لسترة خفيفة أو ربما مجرّد قميص قطني في الأيام الدافئة، لكن عليك أن تكون مستعداً لفترات برد متقطعة لا سيما في المناطق المرتفعة مثل بيلزن.

يُعد ماراثون براغ الدولي الذي يقام في أوائل شهر مايو نقطة الانطلاق لمجموعة من الفعاليات البارزة. ويمكنك المشاركة بالركض أو الانضمام لجموع المتفرجين، ثم البقاء في المدينة لمشاهدة أبرز فعاليات العام في مهرجان ربيع براغ الذي يستمر من منتصف مايو حتى أوائل يونيو. ويستعرض هذا المهرجان الدولي للموسيقى أفضل إنتاجات الموسيقى الكلاسيكية في العديد من المسارح والكنائس المنتشرة في مختلف أنحاء العاصمة. كما يتزامن موعده مع مهرجان هامش براغ بعروضه المسرحية والكوميدية العديدة، ومهرجان شراب الشعير التشيكي، ومهرجان الطعام في براغ الذي يقام عادة في الأسبوع الأخير من شهر مايو.

في حال كنت ترغب بالاستمتاع بطقس دافئ دون ازدحام، سيكون خيارك الأمثل لزيارة جمهورية التشيك في شهر يونيو. في ذلك الوقت، ستكون جماهير مهرجانات شهر مايو قد غادرت، ولن يكون موعد قدوم جموع الطلاب الرحّالة قد حان بعد. وعادة ما تبقى درجات الحرارة في حدود 15 درجة مئوية خلال ساعات النهار، لذا يمكنك بكل راحة استكشاف المدن الجميلة مثل برنو وأولوموك وبراغ، أو الاسترخاء في حدائق البيرة والاستمتاع بالمناظر الطبيعية. ومع ذلك، قد تتساقط أمطار مصحوبة بعواصف رعدية في أي وقت، لذا احرص على إحضار معطف خفيف مضاد للمياه.

مقارنة مع شهر مايو، تنعدم المهرجانات تقريباً في براغ في شهر يونيو بعد اختتام مهرجان الربيع. ومع ذلك، يتم إقامة فعاليات كافية في أماكن مختلفة مما يمنحك فرصة لاستكشاف مناطق أخرى خارج حدود العاصمة. في تشيسكي كروملوف مثلاً، يتم إقامة احتفال الوردة أو "Celebration of the Rose" المستوحى من العصور الوسطى على مدى ثلاثة أيام متتالية ويتميز بمسيرات تنكرية وموسيقى تقليدية وعروض مسرحية في الشارع ومباريات في المبارزة. كما تستضيف المدينة أيضاً مهرجان موسيقى الحُجرة في نهاية الشهر على أراضي قلعة عصر النهضة الخلابة.

بما أن أكثر الشهور حرارة في جمهورية التشيك يقع في منتصف موسم ارتفاع الطلب، من المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة بشدة وأن يزداد عدد السياح بشكل ملحوظ في مدن براغ وبرنو. لذا، يُعد شهر يوليو الوقت المثالي لزيارة الوجهات الأقل ازدحاماً في جمهورية التشيك مثل أوسترافا وتيلك ومنتزه كركونشا الطبيعي، بالإضافة إلى المناظر الطبيعية الخلابة المنتشرة في تلك المناطق. وفي ساعات النهار، عادة ما تصل درجات الحرارة إلى حدود 25 درجة مئوية، لكنها قد تتخطى 30 درجة مئوية في بعض الأوقات. لذلك من الضروري إحضار نظارات شمسية وكريم وقاية من الشمس.

يصادف يوما 5 و6 يوليو أيام عطلة رسمية، لذا من المتوقع أن تغلق بعض المتاجر أبوابها. ويتم إقامة فعاليات محلية في مختلف أنحاء البلاد ويستمر بعضها لعدة أيام، في حين يمتد البعض الآخر لأسابيع. ففي تشيسكي كروملوف مثلاً، يتم إقامة مهرجان الموسيقى الدولي على مدى ثلاثة أسابيع ويتميز بحفلات موسيقى كلاسيكية وعروض حية لموسيقى الفولك والسول والجاز. ويتميز مهرجان ألوان أوسترافا بأنواع مختلفة من الموسيقى ويقدم عروضاً دولية، في حين يجذب مهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي حشوداً هائلة وممثلين شهيرين يتوجهون إليه في الأسبوع الأول من شهر يوليولمشاهدة بعض الأفلام الجديدة التي يزيد عددها عن 200.

يُعد شهر أغسطس شهراً حاراً ورطباً، وعادةً ما تستقر فيه درجات الحرارة خلال ساعات النهار عند 25 درجة مئوية، وقد تتجاوز 30 درجة مئوية في بعض الأوقات. وغالباً ما تكون براغ والوجهات الرائجة الأخرى في منطقة بوهيميا مزدحمة في مثل هذا الوقت، لذا إذا كنت تبحث عن بعض الهدوء، يمكنك التوجه لزيارة المنطقة الشرقية في مورافيا. وتحتضن هذه المنطقة التاريخية مدينة برنو التي تحتل المرتبة الثانية في جمهورية التشيك من ناحية عدد السكان، كما تنتشر فيها القلاع والكنائس والقصور الخلابة والمحمية.

يمكنك توقيت زيارتك لتتزامن مع أحد المهرجانات العديدة التي تقام في مختلف أنحاء جمهورية التشيك خلال شهر أغسطس. ففي براغ مثلاً، تفصل بضعة أيام فقط بين المواكب الملونة في مسيرة الفخر واستعراضات البهلوانيين وفناني الملاهي والكوميديين في المهرجان الدولي للسيرك الجديد والمسرح والذي يستمر حتى نهاية الشهر. أما في مورافيا، يوفر لك مهرجان قلاع مورافيا الموسيقي الذي يستمر لأسبوعين فرصة لمشاهدة حفلات الموسيقى الكلاسيكية في القلاع التي يعود تاريخها للعصور الوسطى مع إمكانية الاستمتاع باحتساء النبيذ المحلي. وفي بدايات شهر أغسطس أيضاً، تستضيف برنو سباق الجائزة الكبرى السنوي للدراجات النارية.

بعد ثلاثة أشهر من الحر والرطوبة المتواصلَين، يبدأ شهر سبتمبر مع درجات حرارة ألطف واحتمالات أقل لتساقط الأمطار. ومع مغادرة السياح الرّحالة والطلاب والمجموعات المدرسية، تصبح الأجواء أكثر هدوءاً، لذلك ستتمكن من دخول المعالم السياحية الرئيسية دون الحاجة للانتظار مطوّلاً، كما لن تسبب لك درجات الحرارة أي إزعاج.

وبفضل الطقس الجاف نسبياً، يمكنك بكل راحة السفر إلى وجهات خارج حدود براغ. ولعل الخيار الأسهل للتنقل هو استئجار سيارة، حيث يتيح لك ذلك سهولة الوصول إلى بلدات السبا مثل كارلوفي فاري التي تشتهر بينابيع المياه الحارة الغنية بالمعادن وحمامات السبا الحرارية، وأيضاً إلى المنتزهات الوطنية مثل منتزه سويسرا البوهيمية الوطني الذي يشتهر بتشكيل صخري مقوّس يُعرف باسم بوابة برافتشيسكا. وفي هذا الوقت أيضاً، يبدأ موسم حصاد العنب في مورافيا ويشهد احتفالات مختلفة على شكل مواكب مستوحاة من العصور الوسطى وبطولات في المبارزة وموسيقى حية وبالتأكيد، تذوّق النبيذ في بلدات ميكولوف وزنوجمو. وبالعودة إلى براغ، يتم إقامة مهرجان براغ دفورجاك الدولي للموسيقى على مدى أسبوعين احتفاءً بالمؤلفات الكلاسيكية لأنتونين دفورجاك.

ولا يستمر فصل الخريف طويلاً في جمهورية التشيك. ففي البداية، ستلاحظ تغيّر ألوان أوراق الشجر ليبدأ بعدها الصقيع الصباحي، ومع نهاية الشهر، تنخفض الحرارة إلى حدود 5 درجات مئوية. لكن ساعات النهار عادة ما تكون أكثر دفئاً حيث يبلغ معدل درجة الحرارة القصوى 11 درجة مئوية. وإذا توجهت للزيارة في شهر أكتوبر، لا تنسَ جلب معطف واقٍ من المطر نظراً لتساقط المطر بشكل متكرر في هذه الأيام.

في هذا الوقت من العام، تتلون المنتزهات والحدائق في براغ بالألوان الخريفية. يمكنك قضاء فترة بعد الظهر في استكشاف هذه المناظر الطبيعية قبل التوجه إلى برج بترين لوكاوت للاستمتاع بنظرة من الأعلى على هذه المظلة الطبيعية متعددة الألوان. وأثناء تواجدك في العاصمة، يمكنك زيادة معلوماتك الثقافية مع مهرجان سلاسل الخريف (Strings of Autumn Festival) أو مهرجان الإشارة (Signal Light Festival) الذي يشهد إضاءة أشهر المعالم السياحية في براغ بطريقة خلابة. ولعل الحدث الوحيد المهم في هذا الشهر ضمن الروزنامة الوطنية هو يوم 28 أكتوبر، وهو اليوم الذي أصبحت فيه تشيكوسلوفاكيا (كما كانت تُعرف سابقاً) دولة مستقلة في العام 1918، ولذلك أصبح يوم عطلة رسمية.

في شهر نوفمبر، تتلاشى آخر معالم الطقس الخريفي لتفسح المجال أمام فصل الشتاء. لكن إذا كنت تستطيع تحمّل درجات حرارة تتراوح بين 1 و5 درجات مئوية، يمكنك استغلال هذه الفرصة للاستمتاع بعطلة رومانسية هادئة في إحدى المدن. وبما أن الأمطار والثلوج ظواهر مألوفة في مثل هذا الوقت، لا تنسَ جلب ملابس مضادة للمياه وحذاء شتوي عالٍ.

للثلوج الكثيفة سحرها الخاص أيضاً، حيث تتيح لك الاستمتاع بمشاهد طبيعية خلابة وخصوصاً في البلدات الصغيرة مثل كوتنا هورا وكارلوفي فاري وتشيسكي كروملوف، وجميعها تقع على بعد بضع ساعات بالسيارة من براغ. وبما أن عيد جميع القديسين يقع في اليوم الأول من الشهر، من المتوقع أن تكون بعض الأماكن مغلقة في مختلف أنحاء البلاد، في حين يشهد اليوم الأخير من الشهر الافتتاح الكبير لأسواق عيد الميلاد الخلابة في العاصمة. وتمتلئ جميع ساحات المدينة بالأكشاك الخشبية المخصصة لبيع المصنوعات الحرفية التقليدية والمأكولات الاحتفالية والنبيذ الساخن. وعلى سيرة النبيذ، يقام احتفال خاص للنبيذ في مدينة تشيسكي كروملوف في يوم 11 نوفمبر احتفاءً بذكرى القديس مارتن.

بحلول شهر ديسمبر، تتحول جمهورية التشيك إلى أرض عجائب شتوية. وبالرغم من سيطرة البرد والعتمة والثلوج على أجواء الطقس، إلا أن المدن في مختلف أنحاء البلاد تتلألأ في ظل روعة الأجواء الساحرة لأسواق عيد الميلاد. تأكد فقط من ارتداء طبقات متعددة من الملابس لحماية نفسك من درجات الحرارة المتجمدة، ويمكنك أيضاً التزوّد ببعض الحرارة مع كأس من النبيذ الساخن "svařák" أثناء تجوّلك بين الأكشاك.

تستضيف بلدات برنو وأولوموك وتشيسكي كروملوف أسواق عيد الميلاد، لكن أكثرها سحراً هي تلك الموجودة في براغ. وتنتشر هذه الأسواق في الساحات الرئيسية وتتميز بديكور تقليدي، كما تتخصص ببيع مشغولات الميلاد الحرفية والمأكولات والمشروبات الدافئة. يمكنك أيضاً توقيت زيارتك لتتزامن مع احتفال عيد الميلاد في براغ للاستماع إلى ترانيم الجوقة الدولية في ساحة البلدة القديمة، أو مع أمسية القديس نيكولاس (في 5 ديسمبر) حيث يجوب الشوارع رجال متنكرون بأزياء قديسين وملائكة وشياطين ويوزعون الحلوى على الأطفال المطيعين وقطع الفحم على الأطفال الأشقياء. بعد عطلة الميلاد (تصادف أيام 24-26 ديسمبر أيام عطلة رسمية)، يُختتم العام مع عرض مذهل للألعاب النارية في براغ في 31 ديسمبر.