Common and Islamic Law

؏ينية أبو إليــــآس
لم يذق أبوإليــآس حلاوة النوم، لأنه أبى إلا أن يستغرق وقتًا طويلاً يتساءل نفسه"بم يمكن له الوصول إلى قلب الفائزة بنت الصالحين، وينال حبَّها...؟!! تُساور نفسه ذِكرآها، وهي تعرضُ عليه مشاهد متشابكة في المنام، بين لوحات مطرِبة في الوفاق، وصفحات مفزِعة في الإعراض، تغريه ابتساماتٍ حلوةٍ حينًا، فتقاطعُها لفحات الهولِ الكئيب حينًا آخر.......
ولمّا عسعَسَ الليلُ، وتنفّسَ الصبحُ، وتبلّجَ الفجرُ، وصدحتِ الدِّيكةُ من رؤيةِ الملائك، إلى أن ضحكتِ الشمسُ، وتجلّتِ الدُنيا ببهائِها...
فإذا هو أبو إليآس جالسٌ على فراشهِ، مآدًّا بصرَهُ إلى السماءِ، فاتحًا ثَغرَهُ مع بياضِ أسنانه متعجِّبًا ومتعسِّفًا...!!؟ فجرَى على لسانِه أبياتٌ من الشعرِ، لو عاشَ بها أيام عاشق "بُثينة" لسُجِّل بين مجانين الهوى، ولارتفعَ قدرُهُ فوقَ الزُها، وما تلكَ الأبيات يآتُرى....؟!! إنها لغزلٌ عفيفٌ،يسجِّل بها شدة عشقهِ، وصفاءَ حبّهِ نحو الفائزةِ، وفضّلها على سائرِ النساء،كما بيَّنَ موقفَهُ من هذا وذاك...

نظّـمَ أبو إليـــآس أبيانـًا لحبيبته، حينما زارتْ مسْقط رأسها، ومَنْبَت شَعْرِها، ومكثَتْ فيه أسبوعين أو أكثر، وأرادَ أن يفاجئها بها إذا أرادَتْ انصراف إلى ما اختارها الله.
لـكن من العسف الشديد! مزَّقَ أبو إليــآس تلك الورقة مكتوبة عليها هذه الأبيات عندما رأى بُغضًا صريحًا، وتنافرًا مختومًا على وجه حبيبته وبعض أقرب الأقربائها، فاحتفظ ذلك في نفسه ولم يبدها لأحد، وما ذلك إلاّ لأن أبو إليــآس هو رجل الخبرة والتجربة. وهذه هي الأبيات......................................!!؟

هائية أبو إليآس بأسلوب هشام الجخ، تخفف آراءه، ومشاعره القديمة لتتكاتف لمقتضى حاله اليوم، بدلا من ؏ينيته التي يقرر فيها قراراته، وأهدافه، وشعائره مع مشاعره، وحتى شروطه القديمة في اختيار الزوج الصالحة التي تربى الويع، وتروى رغباته وحاجاته بمشروباتها، وتنعمه بلذاتها وغير ذلك....

قال أبو إليـــآس أبياتا عندما سمع تهامس الناس وهمهمات أصواتهم مع تفشي الشائعات، تجري وتجول بين بعض طلابه، بأنه قد ذابت قلبه، وأخلبت لبّه إحدى طالباته، وتخرُّه إلي عشِيقِ حُبّها، وتأخذ بناصِيته نحوَ شوقِها وهواها، حتى كاد يجري حبها في جسده مجرى الدم، ويمضي إلى الأمخاخ. فبدأ يناديها على صيغةِ التَّعَجّبِ، في إكرامِ ظنون الناس كإكرام الضيوف للعرب. لكنّه من قبل، قال لِقلمهِ قدْ حان أن يحْجَع، ولِيَدِه أن يطَّجِعَ، لكنَّ لُعَابه تملْمَل وأبى إلا أن يتغلْغل ويسِيل فَيضَ مِدادٍ على البيضاءِ، فإذا هي أبياتٌ انفجرتْ من ذاكرتِه إلى فسِيحٍ صالحٍ للزراعةِ بمختلفِ أنواع الخضروات. فشَرَعَ يقول...

هَمْزِيَّةُ أبو إليــــآس، بعنوان: "عشيرتي في العُشَراء لا العَشْراء". قال فلانٌ: "..." وقال أبو إليــآس مثل قوله وزاد...!!؟ "أنا أسير الكره والحب، ثم أسير حب الذي ليس منه شفاء، دواؤه داء، وداؤه دواء" حتى أدركني مثل حب الذي يشفي صدور التي في الجروح، ويشفع قلوب التي في القروح، وذلكم حب الذي أسما في السماء، مع أسماء التي في الروح...