انتقل إلى المحتوى

اضطرابات مرتبطة بالمواد

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

الاضطرابات المرتبطة بالمواد، والمعروفة أيضًا باسم اضطرابات تعاطي المخدرات، هي حالات قد تؤدي إلى مشاكل مجتمعية كبرى. وُجد أنها أشيع لدى الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عامًا، مع احتمالية أكبر لحدوثها عند الرجال مقارنةً بالنساء، وسكان الحضر مقارنةً بسكان الريف. في المتوسط، تضم المرافق الطبية العامة 20% من المرضى الذين يعانون من اضطرابات مرتبطة بالمواد، ما قد يؤدي إلى اضطرابات نفسية لديهم لاحقًا. غالبًا ما يكون لدى أكثر من 50% من الأفراد الذين يعانون من اضطرابات مرتبطة بالمواد «تشخيص مزدوج»، إذ يتم تشخيصهم بإدمان المخدرات بالإضافة إلى حالات نفسية، أكثرها شيوعًا الاضطراب الاكتئابي واضطراب الشخصية واضطرابات القلق والاكتئاب الجزئي.[1]

تعاطي المواد، المعروف أيضًا باسم تعاطي المخدرات، هو استهلاك نمطي من قبل فرد لمادة (عقار) بكميات أو بطرق تضر به أو بالآخرين. غالبًا ما ترتبط المخدرات المستخدمة بمستويات السكر التي تؤثر على الحكم والإدراك والانتباه والتحكم بالجسد، ولا ترتبط بالتأثيرات الطبية. يُعتقد أن المواد الرئيسية التي يتم تعاطيها هي المخدرات غير المشروعة والكحول؛ ومع ذلك، أصبحت الأدوية الموصوفة والتبغ تشكل مشاكل شائعة.[2]

العلامات والأعراض

[عدل]

تشمل الأعراض الشائعة ما يلي:

  • تغييرات مفاجئة في السلوك -قد ينخرط الفرد في سلوك سري أو مشبوه
  • تغيرات مزاجية -الغضب تجاه الآخرين وجنون الارتياب وقلة اهتمام الأفراد بأنفسهم أو بمستقبلهم
  • مشاكل في العمل أو المدرسة -قلة الحضور
  • تغيرات في عادات الأكل والنوم
  • تغيرات في مجموعات الأصدقاء وضعف العلاقات الأسرية
  • تغير مفاجئ وغير مبرر في الاحتياجات المالية -ما يؤدي إلى اقتراض الأموال أو سرقتها

هناك العديد من الأعراض الأخرى مثل التغيرات الجسدية والنفسية، رغم أنها تعتمد غالبًا على المادة المستخدمة.[3] مع ذلك، من الشائع أن يعاني الأشخاص الذين يتعاطون المواد من أعراض انسحاب غير سارة إذا سُحب الدواء منهم.[4][5]

التصنيف والمصطلحات

[عدل]

صُنفت الاضطرابات المرتبطة بالمواد في الأصل إلى «اضطراب تعاطي المخدرات» و«الاضطرابات الناجمة عن المواد».[6][7] رغم أن الطبعة الرابعة من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (دي إس إم) تميز بشكل واضح بين الحالتين، إلا أن الثانية غالبًا ما تحدث في سياق الأولى.[8]

الاضطرابات الناجمة عن المواد

[عدل]

تشمل الاضطرابات الناجمة عن المواد الحالات الطبية التي يمكن أن تعزى مباشرةً إلى تعاطي مادة ما. تشمل هذه الحالات سكر المادة والانسحاب والهذيان الناجم عن المواد والذهان الناجم عن المواد والاضطرابات المزاجية الناجمة عن المواد.[9]

اضطرابات تعاطي المخدرات

[عدل]

تشمل اضطرابات تعاطي المخدرات تعاطي المخدرات والاعتماد على المخدرات.[10] في الطبعة الرابعة من دي إس إم، كانت الحالتان تُشخصان بشكل منفصل، ولكن، اقتُرح أن تجمع الطبعة الخامسة الاثنتين في حالة واحدة تسمى «اضطراب تعاطي المخدرات».[11]

المضاعفات

[عدل]

هناك العديد من المضاعفات المحتملة التي قد تنشأ بسبب تعاطي المواد مثل الأضرار الفسيولوجية الشديدة والتغيرات النفسية والتغيرات الاجتماعية التي غالبًا ما تكون غير مرغوبة.[12]

غالبًا ما يكون الضرر الفسيولوجي هو الأكثر وضوحًا، ويُلاحظ كحالة غير طبيعية تؤثر على جسم الفرد: مثلًا، هناك العديد من الأمراض المعروفة الناجمة عن الكحول (مثل التهاب الكبد الكحولي ومرض الكبد الكحولي واعتلال عضلة القلب الكحولي). غالبًا ما يرتبط تعاطي المواد أيضًا مع الشيخوخة المبكرة ومضاعفات مرتبطة بالخصوبة وتلف الدماغ وارتفاع خطر الإصابة بالأمراض المعدية بسبب ضعف جهاز المناعة.[13]

يرتبط الاستخدام طويل الأمد بتغيرات في الشخصية مثل الاكتئاب وجنون الارتياب والقلق والتي قد تكون مرتبطة بالاضطرابات النفسية. كثيرًا ما يُذكر أيضًا أن تعاطي المواد يتزامن مع اضطرابات الشخصية، مثل اضطراب الشخصية الحدي. تبين حاليًا أن الاستخدام طويل الأمد يرتبط أيضًا بالتلف الشديد في الدماغ، ما يؤدي إلى عدم القدرة على التحكم في السلوكيات، وهو ما قد يفسر سبب تطور حالة العديد من الأشخاص من تعاطي المواد إلى إدمانها.[14]

المراجع

[عدل]
  1. ^ Leikin، J.B. (2007). "Substance-Related Disorders in Adults". Disease-a-Month. ج. 53 ع. 6: 313–335. DOI:10.1016/j.disamonth.2007.04.001. PMID:17645897.
  2. ^ "Substance Abuse and Addiction Health Center". 22 أبريل 2014. مؤرشف من الأصل في 2023-08-02.
  3. ^ Aldhous، Peter (9 أبريل 2008). "'Drug binge' mice reveal why cravings linger". Newscientist. مؤرشف من الأصل في 2023-11-13. اطلع عليه بتاريخ 2011-10-08.
  4. ^ American Psychiatric Publishing (2013). "Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders (Fifth ed.)". {{استشهاد بدورية محكمة}}: الاستشهاد بدورية محكمة يطلب |دورية محكمة= (مساعدة)
  5. ^ "Drug Abuse and Dependence Symptoms". مؤرشف من الأصل في 2020-08-07. اطلع عليه بتاريخ 2015-04-17.
  6. ^ "substance-related disorders" في معجم دورلاند الطبي
  7. ^ Marc Galanter؛ Herbert D. Kleber (2008). The American Psychiatric Publishing textbook of substance abuse treatment. American Psychiatric Pub. ص. 59. ISBN:978-1-58562-276-4. مؤرشف من الأصل في 2020-09-11. اطلع عليه بتاريخ 2010-04-23.
  8. ^ Michael B. First؛ Allen Frances؛ Harold Alan Pincus (2004). DSM-IV-TR guidebook. American Psychiatric Pub. ص. 123–. ISBN:978-1-58562-068-5. اطلع عليه بتاريخ 2010-04-23.
  9. ^ Roderick Shaner (1 أبريل 2000). Psychiatry. Lippincott Williams & Wilkins. ص. 1–. ISBN:978-0-683-30766-5. اطلع عليه بتاريخ 2010-04-23.
  10. ^ "Substance use disorders" في معجم دورلاند الطبي
  11. ^ "Proposed Revision | APA DSM-5". مؤرشف من الأصل في 2023-05-08. اطلع عليه بتاريخ 2010-04-23.
  12. ^ American Psychiatric Publishing (2013). "Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders (Fifth ed. )" (PDF). مؤرشف من الأصل (PDF) في 2023-10-17. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الاستشهاد بدورية محكمة يطلب |دورية محكمة= (مساعدة)
  13. ^ Baignet، Michael. "Physical complications of substance abuse: what psychiatrists need to know". Current Opinion in Psychiatry. مؤرشف من الأصل في 2021-09-29. اطلع عليه بتاريخ 2015-04-17.
  14. ^ "Drug Addictions: complications". مايو كلينك. مؤرشف من الأصل في 2020-08-07. اطلع عليه بتاريخ 2015-04-17.