من نوكيا إلى إنتل.. كان صرحاً فهوى
في عالم الذكاء الاصطناعي، ربما تصبح الرقائق والمعالجات الأكثر تطوراً، شاهداً تاريخياً، على كتابة نهاية صروح تكنولوجيا عملاقة إذا تخلفت عن مواكبة وتيرة التغيرات المتسارعة، وهذا ما تخشاه «إنتل» الأمريكية اليوم.
تواجه شركة صناعة الرقائق الإلكترونية الشهيرة «إنتل» تحدياً، فبعدما ارتبط اسمها لعقود بالقدرة على ضغط حجم الرقاقات، الآن ينضغط حجم الشركة نفسها، لتذكرنا بقصص هبوط مشابهة أبرزها نوكيا، التي هوت حصتها بسوق الهواتف من نحو 50% إلى 3%.
تقلصت القيمة السوقية لـ"إنتل" إلى نحو 84 مليار دولار حالياً، مقارنة بأكثر من 210 مليار دولار في يناير/كانون الثاني الماضي.
خسائر "إنتل" تأتي في ظل شهية تشهدها شركات الرقائق الإلكترونية الأخرى مدعومة بصناعة الذكاء الاصطناعي، كما أن أسهم إنتل نادراً ما كانت رخيصة إلى هذا الحد منذ أواخر التسعينيات. وقد تكون على وشك الخروج من مؤشر داو جونز الصناعي، ربما لصالح "إنفيديا"، بطلة رقائق الذكاء الاصطناعي.
منذ تأسيسها في 1968 وحتى وقت قريب، كانت إنتل تطرح ترانزستورات جديدة بحجم نصف الترانزستورات السابقة، وبالتالي يتضاعف عدد الرقائق التي يمكن وضعها على نفس الرقاقة الإلكترونية ما يمّكن الشركة من بيعها بشكل مربح.
التطور الذي استطاعت "إنتل" بناءه سمح لها بالسيطرة على سوق الرقائق، كما احتكرت الشركة لاحقاً سوق المعالجات الدقيقة التي دعمت ثورة أجهزة الكمبيوتر الشخصية التي أعقبت ذلك.
لكن هذا يتغير الآن، وسط توقعات بتسريح المزيد من العمال، وبيع شركة أو اثنتين وربما التخلي عن خطط لبناء مصنع بقيمة 32 مليار دولار في ألمانيا، ضمن إجراءات لإنقاذ الشركة.
قصة هبوط "إنتل" بدأت ربما قبل 15 عاماً، عندما أعمت الأرباح الضخمة من أعمال أجهزة الكمبيوتر الشخصية الشركة، عن الطلب المتزايد على رقائق الهواتف المحمولة، لتتمسك بصنع معالجاتها الخاصة، في وقت تحول منافسيها إلى الاستعانة بصانعي رقائق خارجيين في مقدمتهم عملاق صناعة الرقائق التايواني TSMC.
مؤخرًا، فقدت "إنتل" زخم صعود مصنعي رقائق الذكاء الاصطناعي وفي مقدمتهم "إنفيديا" التي تحولت إلى عملاق بقيمة 3 تريليونات دولار.
واليوم، تخشى "إنتل" الانزلاق إلى مصير "نوكيا"، الشركة الفنلندية التي هيمنت في 2007 على 50% من سوق الهواتف العالمي، لتهبط إلى 3% في 6 سنوات، وانهار سهمها من 62 دولاراً عام 2000، إلى 3 دولارات في 2012.
تزامن هبوط "نوكيا" مع بدء "أبل" إصدار هاتفها الشهير "آيفون" الذي يعمل باللمس ووسط مواكبة "سامسونغ" لتتخلف "نوكيا"، متخلية عن نفس أسباب نجاحها، فهل تتعلم "إنتل" من الدرس؟