انتقل إلى المحتوى

كي الثدي

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

هذه نسخة قديمة من هذه الصفحة، وقام بتعديلها علاء (نقاش | مساهمات) في 02:59، 5 فبراير 2018 (+1). العنوان الحالي (URL) هو وصلة دائمة لهذه النسخة، وقد تختلف اختلافًا كبيرًا عن النسخة الحالية.

كي الثدي (بالإنجليزية: Breast Ironing)‏[1] أو تسطيح الثدي (بالإنجليزية: Breast flattening)‏ هو قص أو تلفيق أو بالأحرى كي حلمتي ثديي الفتاة، وذلك باستخدام الصلب أو أشياء أخرى ساخنة في محاولة لجعلها تتوقف عن النمو أو حتى تختفي كُليا.[2][3] هذا وقد بينت العديد من الدراسات أن نسبة كبيرة من عمليات كي الثدي قامت بها أًمهات لبناتهن المُراهقات وذلك قصد حمايتهن من التحرش الجنسي أو الاغتصاب أو حتى لمنعهن من الحمل المُبكر والذي من شأنه تشويه وتدمير شرف وسمعة العائلة.[4] كما أشارت نفس الدراسات إلى أن هناك من الأمهات من قامت بذلك من أجل السماح لفتاتها بمواصلة التعليم والدراسة بدلا من أن تضطر إلى الزواج المبكر خاصة لو بلغت بسُرعة وفي سن صغير.

عملية كي الثدي لم تعد مُنتشرة بكثرة كما كانت من قبل، لكنها لا زالت تعرف انتشارا واسعا في أجزاء من دولة الكاميرون؛ وذلك بسبب الاعتقاد السائد هناك والذي يُفيد بأن كبر وبروز ثديي الفتاة دليل على استعدادها و"رغبتها" في ممارسة الجنس، لذلك تقوم بعض الأمهات "غصبا" عنها بكيِّ حلمات ابنتها لحمايتها. وكانت بعض التقارير قد أشارت إلى أن هذه الظاهرة لم تكن وليدة اللحظة بل عانت الفتيات في بريطانيا منها في وقت سابق.[5] هذا وتجدر الإشارة إلى أن الأدوات الأكثر استخداما عند القيام بهذه العملية هي المدقة والتي عادة ما تكون خشبية، لكن هذا لا ينفي استخدام أدوات أخرى من قبيل جوز الهند الذي يتميز بصلابته، وكذلك الملاعق مثلا حيث يتم تسخينها على قنينة الغاز أو فوق الفحم ثم وضعها على حلمة الثدي لمنها من البروز.[6]

مناطق الانتشار

تنتشر ظاهرة كي الثدي في مُعظم مناطق الكاميرون وكذلك أجزاء من غرب أفريقيا ووسطها، كما تنتشر _بشكل محدود_ في البنين، تشاد، ساحل العاج، غينيا-بيساو، غينيا-كوناكري، كينيا، توغو والزمبابوي، وكانت موجودة في جنوب أفريقيا إلا أنها حُظرت بعد تنديد العديد من الجمعيات الحقوقية بهذه الظاهرة والضغط المتكرر على الحكومة من أجل سن مشروع قانون يمنع ويُعاقب أي شخص كيف ما كان نوعه وكيف ما كانت قرابته بالفتاة من كي ثديها.

سبب كي حلمات الثدي يختلف من منطقة إلى أخرى، فمثلا هناك من تقوم بهاته العملية لحماية نفسها، ثم إن هناك طوائف أخرى _كتلك المجموعات العرقية في الكاميرون_ تقوم بهذا اعتقادا منها أنه فرض واجب حسب ما جاء في الدين (مثل قضية ختان الأطفال في الإسلام)[7]

في حزيران/يونيو 2006، خلصت دراسة استقصائية أجرتها وكالة التنمية الألمانية (GIZ) إلى أن أكثر من 5000 فتات كاميرونية قد تم كي حلمتيها، وقد شملت الدراسة عددا محدودا من النساء وفي منطقة معينة، وهذا يعني أن العدد أكبر بكثير؛ حيث رجحت نفس الدراسة أن ما يقرب من فتاة بين كل أربعة قد تم كي ثديها، وهذا يُشير إلى أن إجمالي النساء الذين قد تم كي ثديهم في الكاميرون يتجاوز 4 مليون فتاة. وقد ذكرت _نفس الدراسة_ أن هذه العملية شائعة في المناطق الحضرية حيث الأمهات يخفن على بناتهن أكثر خاصة عندما يكن عرضة للاعتداء الجنسي. هذا وتجدر الإشارة إلى أن عملية كي الثدي ترتكز في جنوب شرق المنطقة الساحلية الكاميرونية؛ حيث أن 53% من نسائها ثم كي ثديهن في فترة من الفترات، وتعرف هذه الظاهرة انتشارا كبيرا بين النساء المسيحيات أو الإحيائيات (يرتكزن في الجنوب) مُقارنة بالنساء المسلمات (يرتكزن في الشمال) والذين يكدن لا يعرفن عن هذه الظاهرة شيئا، خاصة وأن أقل من 10% منهن قد تم كي ثديهن، ويُعزى عدم انتشار هذه الظاهرة في صفوف المسلمات إلى الزواج المبكر، ففي شمال الكاميرون يتم تزويج الفتاة المسلمة ما إن تبلغ وهذا يُجنبها بشكل أو بآخر من كي حلمتيها ومنع نضوجها.

عادت ظاهرة كي الثدي في الكاميرون للواجهة مرة أخرى، وذلك بسبب بلوغ الفتيات في سن صغيرة وبروز حلماتهن بشكل كبير ويُعزى هذا إلى التحسينات الغدائية التي عرفتها الكاميرون على مدى السنوات الـ 50 الماضية.[8] وحسب مجموعة من التقارير فإن نصف الفتيات الكاميرونيات قد بلغن وانتفخ صدرهن في سن التاسعة، و38% منهن قد بلغن في سن الحادية عشر، بالإضافة إلى ذلك فمنذ عام 1976 والكاميرون تشهد انخفاضا كبيرا في نسبة النساء المتزوجات في سن التاسعة عشر، وكانت النسبة قد انخفضت من 50% إلى أقل من 20% بحلول سنة 2018، وهذا يؤدي على نحو متزايد إلى زيادة المدة بين المراهقة والزواج مما يعني زيادة نسبة تعرض الفتيات لكي الثدي.

العواقب الصحية

عملية كي الثدي مُؤلمة للغاية، بل يُمكن أن تُسبب ضررا في الأنسجة، لكن لم تكن هناك أي دراسات طبية على آثاره؛ ومع ذلك فالخبراء في مجال الطب يُحذرون من أن هذه "العملية" قد تُساهم في سرطان الثدي، الكيسة وحتى الاكتئاب وربما تتداخل مع الرضاعة الطبيعية في وقت لاحق.[9] أما الآثار الجانبية المُحتملة الأخرى فقد ذُكرت من قبل GIZ وهي تشمل التهابات حادة في الثدي، تشكيل الخراجات، إتلاف الثدي وعجزه عن القيام بوظيفته الأساسية وحتى الثانوية، أما استعمال أدوات حادة أو ساخنة عن اللزوم أو شيء من هذا القبيل فقد يُؤثر بشكل كبير على الثدي كما قد يسحق إحدى الغدد المتواجدة فيه، بالإضافة إلى عواقب صحية ونفسية أخرى.

المعارضة

فضلا عن كون عملية كي الثدي خطرة، فهي أساسا غير فعالة في منع مُمارسة الجنس أو التأثير على الحمل، وكانت الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (كانت تسمى آنذاك بالـ "GTZ") وشبكة الخالات (تُعرف اختصارا بريناتا) ومنظمات كاميروني غير حكومية أخرى تدعم الأمهات الشابات قد شنت حملة ضد كي الثدي، وطالبت وزارة المرأة بالتحرك الفوري والعاجل من أجل القضاء على هذه الظاهرة، كما دعت نفس المنظمات إلى ضرورة فرض عقوبات زجرية على كل من نفذ هذه العملية أو دعا النساء إليها؛ ومع ذلك فالحكومة الكاميرونية لم تستجب لكل هاته الدعوات وتركت الأمر كما كان عليه من قبل، لكن وفي المقابل فقد تظافرت جهود المجتمع المدني ونجحوا إلى حد ما في التحسيس بخطورة الظاهرة، خاصة جمعية المحامين في الكاميرون والتي أكدت على أنه إذا كانت هذه العملية خطرة وتُسبب ضررا حسب ما يقره الطبيب وثبت القيام بها من طرف أي جهة فإن العقوبة قد تصل إلى ثلاث سنوات في السجن شريطة أن تكون المرأة (الضحية) قد تقدمت بشكاية للسلطات المعنية بالأمر في غضون بضعة أشهر، ومع ذلك فمن غير الواضح ما إذا كان هذا القانون موجودا فعلا على أرض الواقع أم مجرد تشريعات على ورق خاصة أنه لا توجد حالات قد تدخل فيها القانون. وفي استطلاع رأي أجرته الوكالة الألمانية للتعاون الدولي بخصوص كي الثدي (استهدف النساء فقط)، أكدت 39% من النساء الكاميرونيات أنهن تعرضن له أو شاهدن فردا من عائلتهم يخضعن له، فيما أعربت 41% منهن عن دعمن لهذا الموضوع وعن رغبتهن في القضاء عليه، أما 26% فقد صوتوا بأنهن غير مباليات ولا يهتمن ما إذا كان الموضوع فعلا خطرا أم لا.

انظر أيضا

المراجع

  1. ^ Rebecca Tapscott (14 مايو 2012). "Understanding Breast "Ironing": A Study of the Methods, Motivations, and Outcomes of Breast Flattening Practices in Cameroon" (PDF). Feinstein International Center (Tufts University).
  2. ^ Randy Joe Sa'ah (23 يونيو 2006). "Cameroon girls battle 'breast ironing'". بي بي سي. اطلع عليه بتاريخ 2008-01-02.
  3. ^ Ruth Gidley and Megan Rowling (7 يوليو 2006). "Millions of Cameroon girls suffer "breast ironing"". AlertNet, رويترز. مؤرشف من الأصل في 2010-05-21. {{استشهاد بخبر}}: الوسيط غير المعروف |deadurl= تم تجاهله (مساعدة) Reproduced at the Child Rights Information Network. Retrieved 2011-04-02.
  4. ^ Sylvestre Tetchiada (13 يونيو 2006). "An Unwelcome 'Gift of God'". IPS News. اطلع عليه بتاريخ 2008-01-02.
  5. ^ Dugan، Emily (26 سبتمبر 2013). "'Breast ironing': Girls 'have chests flattened out' to disguise the onset of puberty". London: Independent. اطلع عليه بتاريخ 2013-09-27.
  6. ^ "Campaign launched to counter "breast ironing"". PlusNews. 28 يونيو 2006. مؤرشف من الأصل في 2012-02-13.
  7. ^ Nkepile Mabuse (27 يوليو 2011). "Breast ironing tradition targeted in Cameroon". CNN. مؤرشف من الأصل في 2012-01-18. اطلع عليه بتاريخ 2012-02-17. {{استشهاد بخبر}}: الوسيط غير المعروف |deadurl= تم تجاهله (مساعدة)
  8. ^ "Breast Ironing". Current TV. 26 فبراير 2008. مؤرشف من الأصل في 2008-04-10. اطلع عليه بتاريخ 2011-04-02. {{استشهاد ويب}}: الوسيط غير المعروف |deadurl= تم تجاهله (مساعدة)
  9. ^ Irving Epstein؛ Leslie Limage (2008). The Greenwood encyclopedia of children's issues worldwide. Greenwood Publishing Group. ص. 84. ISBN:978-0-313-33616-4. اطلع عليه بتاريخ 2012-02-17.