البلوشي (قبيلة)

قبيلة البلوشي (بالمفرد) إحدى القبائل الكبيرة في منطقة الخليج العربي، تعود في أصولها إلى قبيلة الأزد العربية، والبلوش من نسب سليمة بن مالك بن فهم الأزدي، الذي رحل من الجزيرة العربية إلى بلاد كرمان عام ٣٠٠ قبل الميلاد. وهي قبيلة هناوية مستقلة تسكن منطقة الظاهرة ما بين الساحل المتصالح وسلطنة مسقط.

قبيلة البلوشي
بلوش الظاهرة
أفراد من قبيلة البلوشي في زفاف بمدينة العين
معلومات القبيلة
البلد	السعودية عُمان الإمارات العربية المتحدة إيران (سابقا)
المكان	المنطقة الشرقية محافظة الظاهرة مدينة العين إقليم بلوشستان (سابقا)
العرقية	عرب
اللغة	العربية
الديانة	الإسلام
المذهب	أهل السنة والجماعة (حنابلة)
النسبة	الأزد (قحطان الكبرى)
خريطة قبائل الساحل المتصالح وتظهر قبيلة البلوشي (Balush) في منطقة الظاهرة

الهجرة

لقد عبر آلاف من المهاجرين البلوش المياه الضيقة التي تفصل بلادهم عن شرق الجزيرة العربية واستقروا بين العرب . ولما كان البلوش يتميزون بالجد والاجتهاد فقد مكنتهم هذه الميزة من أن يعيشوا بالتوفيق في دورهم الجديدة: ويعتقد بعض المراقبين أن البلوش سيكونون من بين العناصر ذات الأثر الملحوظ في تقرير مصير مسقط وعمان. وكثيرا ما يلقاهم المرء في أراضي السلطان وأراضي الامام ، في جماعات صغيرة أحيانا وفى طوائف كبيرة أحيانا أخرى. وهم على العموم طائفتان: طائفة قدمت حديثا وطائفة استقرت في الجزيرة العربية من زمن بعيد. وكثيرا ما يعمل القادمون الجدد كجنود مرتزقة ، وبوجه خاص في مدن ساحل الصلح البحري حيث ينخرط بعضهم في خدمة الحكومة البريطانية. ويتبع البلوش الذين نتحدث عنهم هنا الطائفة الثانية ، طائفة المتوطنين القدامى.

النسب

إن أفراد البلوش المقيمين في الجزء الجنوبي الشرقي من الظاهرة قد استقروا هناك منذ زمن طويل، واكتسبوا أساليب حياة الأهالي المحليين حتى أصبح من المتعذر التمييز بينهم وبين العرب المجاورين. وهم أنفسهم يقولون إنهم ينحدرون من أصل عربي، وإن أسلافهم كانوا من قحطان وهاجروا من جزيرة العرب إلى بلوشستان منذ قرون مضت. وهناك العديد من العرب في منطقة الظاهرة يقرون أن هؤلاء البلوش يجب اعتبارهم عرباً.

وهم ذرية أبو حمزة المختار بن عوف بن عبدالله بن يحيى بن مازن بن مخاشن بن سعد بن صامت بن مجاسر بن سليمة بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدنان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن عبدالله بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.

بلوش الظاهرة

نبذة عن القبيلة

لقد شكل بلوش الظاهرة عنصرًا مهمًا من السكان المستقرين في الأراضي الواقعة بين الساحل المتصالح والسلطنة. ولا ينبغي أن يُعرَّف هؤلاء البلوش بأنهم الأشخاص الذين قدموا من منطقة جوادر في مكران، وهي الآن جزء من باكستان، للخدمة في جيش السلطان كمرتزقة، ولا ينحدرون من البلوش الذين استقروا في مسقط والمدن الساحلية في الباطنة والإمارات المتصالحة وجعلان وشرق وغرب الحجر (وفقًا لدليل الجغرافيا ، كان عدد بلوش هذه المناطق في الأخيرة حوالي 1400 بلوشي) كتجار وصيادين. وبينما احتفظت هذه المجموعات باستخدام لغتها، فإن بلوش الظاهرة يتنظمون في شكل من أشكال التنظيم القبلي (على الرغم من أن عددهم لا يتجاوز 500 شخص) وشيخهم الأكبر هو سعيد بن راشد آل إسماعيل ، ومستوطناتهم الرئيسية هي المصلى والعراقي ودار حصرية حول عاصمتهم المازم؛ وهم من أهل السنة ويتحدثون العربية.

المستوطنات

يشترك العبريون مع البلوش المستقلين في منطقة الظاهرة في ملكية بلدة العراقي في أعلى وادي عبري. ومن بين القرى التي يملكها البلوش في هذه المنطقة، نجد المازم والصبيخي ومشارب، التي تقع تقريبًا شمال غربي عبرى. وتعد المازم عاصمة البلوش المستقرين في هذه القرى، رغم أنها ليست عاصمة جميع البلوش في عمان وسلطنة مسقط.

كما يذكر ثسيجر في وصفه لرحلته عبر هذه الأراضي عام 1368 هـ الموافق 1949 م أن البلوش في تلك المناطق لا يعترفون بحكم الإمام، وأنهم كانوا مشغولين بالدسائس لزيادة مطالبهم الإقليمية أو للحفاظ عليها. وفي هذا السياق، تعكس القرى الأربع التي ذكرناها، وهي العراقي والمازم والصبيخي ومشارب، جزءًا من نفوذ البلوش في هذه المنطقة، بالإضافة إلى علاقاتهم بالغبي، التي كانت في الماضي مدينة زاهرة تضم سبعين مسجدًا.

ورغم أن المازم تعد حاضرة البلوش في هذه القرى، فإن الرئيس الأكبر من آل إسماعيل، راشد بن سعيد، يقيم في العراقي التي تعد عاصمة ثانوية، رغم أن البلوش لا يسيطرون على القرية كلها. نائبه، سعيد ابن راشد، يعمل ممثلاً عن والده في قرى البلوش بالظاهرة، لكن سيطرة هؤلاء الرؤساء لا تمتد إلى البلوش المقيمين في مناطق أخرى من عمان أو في أراضي سلطان مسقط.

وهناك أيضًا عدد قليل من بلوش الظاهرة الذين استوطنوا منطقة البريمي لسنوات عديدة، ومن أبرزهم إبراهيم بن عبود، وهو أحد كبار مساعدي الشيخ زايد بن خليفة.

العلاقات والصراعات

وهذا يفسر علاقتهم الطيبة عادة مع بني ياس وخاصة تعاون شيخهم مع آل بو فلاح في منطقة البريمي.

سعيد بن راشد آل إسماعيل، ابن ونائب شيخ البلوش في منطقة العراقي

في وقت إعادة تنظيم الولاءات القبلية خلال العقد الأول من هذا القرن، كان لبلوش المازم على نزاع مع حماتهم السابقين بني قتب، وتعرضوا للهجوم من قبلهم. وعندما توافد بدو بني قتب على المازم، وأسفرت الأعمال العدائية هناك عن سقوط بعض الضحايا، لجأ افراد قبيلة البلوش إلى زايد بن خليفة طلباً للمساعدة.

صراع بلوش المازم مع بني قتب

وفي فبراير 1906 جمع قواته بهدف دعم قبيلة البلوش في المازم واستخراج دية الدم من بني قتب لصالح قبيلة البلوش. واجهت قبيلة بني قتب صعوبة في الحصول على الدعم، لكن الشاب راشد بن أحمد من أم القيوين تبنى في نهاية المطاف قضيتهم كفرصة لتحدي نفوذ الشيخ زايد على القبائل في المناطق الداخلية. ومع ذلك، تم منع اندلاع حرب عامة بسبب النزاع بين قبيلة البلوش و بني قتب من خلال اجتماع حكام الإمارات المتصالحة وشيوخ المناطق الداخلية، والذي عقد في الخوانيج بالقرب من دبي في أبريل 1906. وقد أدى ذلك إلى الاتفاق المكتوب، الذي سبق ذكره، بشأن مناطق نفوذ الحكام بين البدو. وتولى الشيخ زايد بن خليفة مسؤولية متابعة جميع الدعاوى "المهمة أو التافهة" التي رفعها البلوش ضد بني قتب، وأصدر تعليماته لواليه أحمد بن هلال بذلك.

نهج القبيلة فيما بعد

ولكن في الخمسينيات من القرن العشرين، اتبع بلوش الظاهرة نموذج البنية القبلية للمجتمع الذي تتبعه القبائل المجاورة، وحاولوا استخدام الاهتمام الشديد الذي أبداه سلطان عمان وملك المملكة العربية السعودية بولاء هذه القبائل في وقت بدأ فيه التنقيب عن النفط في دارهم، كنقطة مساومة سياسية أو للحصول على إعانات ضخمة.

التحالف الهناوي

قبيلة مهمة من بني علي الذين دعموا دعماً تقليدياُ يعيش الهناوي آل بوسعيد السلطان في وادي ضنك و ينقول بالقرب من منطقة العين التي يهيمن عليها آل بوفلاح. و البلوش في الظاهرة ايضا دعمت دعماً تقليدياُ للهناوية. خارج هذا تجمع الهناوي القوي غرب سلسلة جبال الحجر. كان هناك ارتباطاً مهم بالقبائل في الشمال ، لأن الشحوح والحبوس و الزعاب هم أيضا من التجمع الهناوي. لكن أكبر قبيلة للهناوي بصرف النظر عن بني ياس هي الشرقييون في الفجيرة على الساحل الشرقي.

الميل السياسي

قد زار سعيد بن راشد الرياض في أواسط عام ١٣٧٠ هـ الموافقة لأوائل ١٩٥١ م ، ومن المفهوم أنه أبلغ عاهل المملكة العربية السعودية أن والده وشعبه جميعا يميلون الى الحكم السعودي . ولما كان بلوش هذه القرى حنابلة ، باستثناء فريق من الأحناف يسكنون العراقي ، فان في هذا ما قد يفسر سر ميلهم الى آل سعود . هذا وهؤلاء البلوش كانوا فيما مضى حلفاء مقربين لآل بو فلاح حكام أبو ظبي غير ان العلاقات الودية بينهم قد فترت في السنوات الأخيرة .

النزاع الإقليمي السعودي العماني (1955)

في عام 1955 ، نشأ حادث دبلوماسي عندما أرسل سعود بن حارب ، الذي أعلن نفسه واليًا على عبري ، وهي منطقة في عُمان، رسالة إلى الشيخ راشد بن سعيد البلوشي ، شيخ قبيلة البلوش . الرسالة المؤرخة في 12 يونيو 1955 ، أبلغت الشيخ راشد أن الزكاة سوف يتم تحصيلها قريباً من القبائل في منطقة العراقي ، وهي منطقة تطالب بها كل من المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان . وطلبت الرسالة من أهل المازم والصبيخي والفهرة الاستعداد لوصول جامع الزكاة. واعتبرت الحكومة السعودية هذا الأمر اعتداءً على مطالباتها الإقليمية، مؤكدة أن المنطقة جزء من المملكة العربية السعودية، وأن سلطنة مسقط ليس لها الحق في تحصيل الزكاة في هذه المناطق. واحتجت الحكومة السعودية رسميا على هذا الإجراء، مدعية أنه تأكيد على السيادة العمانية على الأراضي المتنازع عليها، والتي تعتبرها تحت السيطرة السعودية.

أصدرت المملكة العربية السعودية احتجاجا رسميا ضد تصرفات سعود بن حارب ، متهمة سلطان مسقط بمحاولة فرض السيطرة على الأراضي والقبائل داخل الأراضي السعودية. وأكدت الاحتجاجية أن هذه المحاولة لجمع الزكاة لا تعد انتهاكا للسيادة السعودية فحسب، بل تعد خرقا للاتفاقيات السابقة بين الدولتين. وطالبت الحكومة السعودية سلطان مسقط بوقف أي محاولات أخرى لجمع الزكاة في هذه المناطق المتنازع عليها، مؤكدة أنه لا توجد أي سلطة خارجية، بما في ذلك مسقط، لها حقوق على هذه المنطقة.

وفي أعقاب الاحتجاج، انخرط دبلوماسيون بريطانيون ، كانت لهم مصالح طويلة الأمد في المنطقة بسبب دورهم في حماية سلطنة مسقط، في التبادل الدبلوماسي. أفاد المسؤول البريطاني إتش فيليبس عن لقاء جمعه مع طاهر رضوان ممثل الحكومة السعودية. وفي هذا اللقاء، أكد الدبلوماسي البريطاني أن المنطقة المعنية هي جزء من أراضي مسقط، وأن المملكة العربية السعودية ليس لها سلطة على جمع الزكاة. لكن رضوان رد بأن المنطقة متنازع عليها، وبالتالي ليس لسلطان مسقط الحق في جمع الزكاة فيها. سلطت هذه الحادثة الضوء على التوترات الإقليمية المستمرة بين المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، وخاصة بشأن البريمي وغيرها من المناطق المتنازع عليها، ودور القبائل المحلية مثل قبيلة البلوش في الصراعات السياسية بين الدولتين.