الدولة الحفصية: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
وسم: مُسترجَع
AK0934 (نقاش | مساهمات)
اضفت مجموعة من الرايات التابعة للدولة الحفصية
 
(45 مراجعة متوسطة بواسطة 22 مستخدماً غير معروضة)
سطر 1:
{{ص.م بلد سابق
|الاسم_المحلي الاسم الرسمي =تونس السلطنة الحفصية
|الاسم الرسميالاسم_الشائع = السلطنةالدولة الحفصية
| اسم اصلي = [[إفريقية]]
|الاسم_الشائع =الدولة الحفصية
|اسم اصليالقارة = [[إفريقيةإفريقيا]]
| المنطقة = [[المغرب العربي|المغرب الإسلامي]]
|القارة = [[إفريقيا]]
| نظام الحكم = [[ملكية]]
|المنطقة = [[المغرب العربي|المغرب الإسلامي]]
| سنة البداية = [[1228]]
|نظام الحكم = [[ملكية]]
| سنة البدايةالنهاية = 1228[[1574]]
| بلد سابق1 = الدولة الموحدية
|سنة النهاية = 1574
| علم بلد سابق1 = الدولة الموحديةFlag_of_Morocco_1147_1269.svg
| بلد لاحق1 = إيالة تونس
|علم بلد سابق1 = Flag_of_Morocco_1147_1269.svg
| علم بلد لاحق1 = Flag of Ottoman Tunisia = إيالة تونس(1685).svg
|علم بلد لاحق1 لاحق2 = Tunisian flag tillإيالة 1831.svgالجزائر
| علم بلد لاحق2 = Flag of Algerian Land forces (Odjak of = إيالة الجزائرAlgiers).svg
| بلد لاحق4 = إمارة كوكو
|علم بلد لاحق2 = Flag of The Regency of Algiers.svg
| علم بلد لاحق4 = Drapeau du Royaume de = إمارة كوكوKoukou.png
| بلد لاحق3 = طرابلس الاسبانية
|علم بلد لاحق4 = Drapeau du Royaume de Koukou.png
| علم بلد لاحق3 = Flag of Cross of = طرابلس الغرب العثمانيةBurgundy.svg
|علم بلدصورة لاحق3علم = =Hafsid Flag of Tripoli 18th- centuryTunisia.svg
| صورة علم = Hafsid Flag - Tunisia.svg
| مقالة العلم =
| تسمية وصلة العلم =
| صورة شعار = Tunis Hafsid flag.svg
| مقالة الشعار =
| تسمية وصلة الشعار = علم الحفصيين بحسب [[أطلس كتالوني|الأطلس الكتالوني]]، حوالي عام 1375م.
| خريطة = Hafsids1300-1500.png
| تسمية الخريطة = مناطق حكم الحفصيين بين أعوام [[1300]]-[[1500م]]
|خريطة 2 = Hafsid1400.png
|تسمية الخريطة 2 =مناطق حكم الحفصيين سنة 1400م (برتقالي)
| لغات = [[اللغة العربية|العربيّة]]، [[لغات أمازيغية|البربرية]]
| العاصمة = [[تونس (مدينة)|تونس]]
| الدين = [[أهل السنة والجماعة|إسلام سُني]]
| الحاكم1 = [[أبو زكرياء الأول]]
| فترة الحاكم1 = 1228–1249[[1228]]-[[1249]]
| الحاكم2 = [[أبو عبد الله محمد بن الحسن]]
| فترة الحاكم2 = [[1573]]-[[1574]]
| العملة = [[دينار حفصي|دينار]]
| اليوم = {{علم|تونس}}<br>{{علم|الجزائر}}<br>{{علم|ليبيا}}
| بلد لاحق5 = طرابلس الغرب العثمانية
 
| علم بلد لاحق5 = Maritime flag of Regency of Tripoli (18th century).svg
}}
'''الدولةالدَّوْلَةُ الحفصيةالحَفْصِيَّةُ أو السَلطَنَةُ الحَفْصِيَّة''' هي الدولة الإسلامية الرابعة [[تونس|بالبلاد التونسية]] بعد [[الدولة الأغلبية]]، [[الدولة الفاطمية|الفاطمية]] و[[زيريون|الزيرية]] وقد دامت 347 [[تقويم هجري|سنة هجرية]]. حكمهاحكتمها [[حفصيونالحفصيون|سلالة الحفصيون]]، ومؤسسها هو [[أبو زكرياء الأول|أبو زكرياء يحيى الحفصي]] وحكمتبن هذه[[أبو الدولةمحمد سلالتينعبد الأولىالواحد|أبي تنحدرمحمد منعبد قبيلة [[هنتاتة|هنتانهالواحد]] والثانيةبن تنحدرأبي منفحص بنياللحياني لحيانالهنتاتي مننسبة قبيلةإلى [[هذيلهنتاتة]] إحدى فروع قبيلة [[خندف|الخندفيةمصمودة]] العربية وقد بدأت السلالة الثانية في عصر [[أبو يحيى زكرياء الأولأمازيغ|الامازيغية]].<ref name=":7">{{استشهاد ويب|عنوان=الدولة الحفصية العربية الطرابلسية (1311م-1574م)|مسار=https://hishamtabib.wordpress.com/2021/09/17/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%81%D8%B5%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A9-1311%D9%85-1574/|تاريخ=2021-9-17}}</ref> وكلا السلالتينالتي كانت تقيم قرب [[مراكش|مرّاكش]] [[المغرب الأقصى|بالمغرب الأقصى]].<ref name=":0">{{استشهاد بكتاب
| عنوان = الدولة الحفصية: صفحات خالدة من تاريخنا المجيد
| مسار = http://librarycatalog.bau.edu.lb/cgi-bin/koha/opac-detail.pl?biblionumber=54771
السطر 50 ⟵ 48:
{{تاريخ تونس}}
 
وقد تمكن من تأسيسها عندما كان واليًا من قبل [[الدولة الموحدية|الدولة الموحيدية]] بالمغرب الأقصى التي كانت البلاد التونسية تابعة لها منذ أن أصبحت في حوزتها سنة [[555 هـ]] ([[1160|1160 م]])، إذ اغتنم فرصة تراجع أمر خلفاء تلك الدولة وضعفهم، واختلال سلطتهم، فأعلن الاستقلال، وتأسيس الدولة الحفصية فلم يلقَ أية معارضة من أحد، وانقادت إليه البلاد طائعة - وذلك سنة [[634 هـ]] ([[1237|1237 م]]).<ref>{{استشهاد ويب
| مسار = https://islamonline.net/archive/أبو-زكريا-الحفصي-وقيام-الدولة-الحفصية/
| عنوان = أبو زكريا الحفصي.. وقيام الدولة الحفصية (في ذكرى وفاته: 25 من جمادى الآخرة 674هـ)
السطر 60 ⟵ 58:
جده أبو حفص كان من الذين ساعدوا [[عبد المؤمن بن علي|عبد المؤمن بن علي الكومي]]، وأحرز بفضل تلك المساعدة على منزلة رفيعة في تلك الدولة.
 
ووالده «[[أبو محمد عبد الواحد]]» كان وزيرا للخليفة [[الدولة الموحدية|الموحدي]] الناصر [[محمد الناصر|محمد يعقوب]] الذي عينه واليًا [[تونس|بتونس]]. وإثر وفاته باشر الولاية على التوالي:

أبو زيد عبد الرحمن. ثم أبو العلاء إدريس بن يوسف. ثم عبد الرحمن بن إدريس، ثم أبو محمد عبد الله عبود، ثم [[أبو زكرياء يحيىالأول|أبو زكريا يحي الحفصي]] الذي تم تعيينهعُيَّن سنة [[625 هـ]] ([[1228|1228 م]]). والذي يعتبر واليًا في المدة التي تمتد بين تاريخ تعيينه وبين تاريخ إعلانه الاستقلال وأميرًا بعد ذاك؛ذاك، أي منذ تأسيسه الدولة الحفصية. ومن الغلط الفادح اتخاذ

== تاريخ تعيينه واليًا بداية للدولة الحفصية.==
 
=== افريقية الموحدية ===
كان الحفصيون من أصل [[أمازيغ|بربري]]، على الرغم من أنهم ادعوا أنهم ينحدرون من أصول [[عرب|عربية]] تعود إلى الخليفة [[الخلافة الراشدة|الراشد]] الثاني [[عمر بن الخطاب|عمر]]-رضي الله عنه- لإضفاء الشرعية على حكمهم. كان جد السلالة (الذي اشتق اسمها منه) هو [[أبو حفص عمر الهنتاتي|أبو حفص عمر بن يحيى الهنتاتي]]، وهو بربري من اتحاد قبائل هنتاتة، الذي ينتمي إلى اتحاد [[مصمودة]] الأكبر في المغرب .وكان عضوًا في مجلس العشرة، أحد أعلى الهيئات السياسية [[الدولة الموحدية|الموحدية]]، ورفيقًا مقربًا [[ابن تومرت|لابن تومرت]]، مؤسس حركة الموحدين.
 
عُيِّن ابن أبي حفص، [[أبو محمد عبد الواحد|أبو محمد عبد الواحد بن أبي حفص]]، من قِبَل الخليفة الموحدي [[محمد الناصر]] حاكمًا [[إفريقية|لإفريقية]] ([[تونس]] الحالية عمومًا، وشرق [[الجزائر]]، وغرب [[ليبيا]]) حيث حكم من عام 1207 إلى عام 1221. وقد أسس حكمه في [[تونس (مدينة)|تونس]]، التي اختارها الموحدون كعاصمة إدارية للولاية.  وجاء تعيينه في أعقاب هزيمة [[يحيى بن غانية]]، الذي شن [[بنو غانية#غزو بجاية والجزائر|هجومًا خطيرًا]] ضد سلطة الموحدين في المنطقة. وكان أبو محمد عبد الواحد فعالًا للغاية في النهاية في الحفاظ على النظام. وقد منحه الخليفة درجة كبيرة من الاستقلال في الحكم، جزئيًا لمساعدته على إقناعه بقبول هذا المنصب الصعب في المقام الأول. وقد أرسى هذا الأساس لدولة حفصية مستقبلية.
 
عندما توفي أبو محمد عبد الواحد عام 1221، انتخب زعماء الموحدين في إفريقيا في البداية ابنه، أبو زيد عبد الرحمن، حاكمًا جديدًا. ومع ذلك، لم يوافق الخليفة الموحدي في مراكش، [[يوسف المستنصر|يوسف الثاني المستنصر]]، على هذا الأمر وتمكن من إبطاله وتعيين قريب له في المنصب. ومع ضعف سلطة الموحدين على مدار السنوات التالية، أجبرت المعارضة المحلية للحاكم الموحدي الخليفة الموحدي [[عبد الله العادل]] على تعيين عضو آخر من عائلة حفصية في المنصب عام 1226. واختار أبو محمد عبد الله، حفيد أبي حفص. وصل شقيق أبو محمد عبد الله، [[أبو زكرياء الأول|أبو زكريا يحيى]]، إلى تونس قبله وبدأ في إعادة النظام. وعندما ثار [[إدريس المأمون|المأمون]] شقيق عبد الله العادل على سلطة الأخير من [[الأندلس]]، انحاز أبو زكريا إليه، في حين ظل أبو محمد عبد الله مخلصًا للخليفة في مراكش. وأدى انتصار المأمون في النهاية إلى تعيين أبو زكريا مسؤولاً عن إفريقية في عام 1228.
 
=== الصعود إلى السلطة ===
وبعد عام واحد، في عام 1229، أعلن المأمون رسميًا نبذ [[عقيدة الموحدين]]. واستخدم أبو زكريا هذا كذريعة للتنصل من سلطته وإعلان استقلاله. وبحلول هذه النقطة، لم يكن لدى المأمون الوسائل لوقفه أو إعادة تأكيد سيطرته على إفريقية. في البداية، ذكر أبو زكريا اسمه في [[خطبة الجمعة|خطبة صلاة الجمعة]] بلقب أمير، ولكن في عام 1236 أو 1237 بدأ في تبني لقب [[خليفة|الخليفة]] [[أمير المؤمنين]]، في تحد مباشر للخليفة الموحدي في مراكش.
 
ضم أبو زكريا [[قسنطينة]] و<nowiki/>[[بجاية]] في عام 1230. وفي عام 1234، طارد يحيى بن غانية من الريف جنوب قسنطينة في عام 1234، منهيًا هذا التهديد المتبقي. وفي عام 1235 استولى على [[الجزائر (مدينة)|الجزائر]] ثم رسّخ سلطته حتى [[وادي الشلف|نهر الشلف]] إلى الغرب. وفي السنوات التالية، أخضع العديد من القبائل الريفية، مثل [[هوارة|الهوارة]]، لكنه سمح لبعض قبائل بني توجين في المغرب الأوسط بحكم أنفسهم كدول تابعة صغيرة تؤمن حدوده الغربية. ورحب بالعديد من اللاجئين والمهاجرين من الأندلس الذين فروا من تقدم [[سقوط الأندلس|حرب الاسترداد]]. وعين بعضهم في مناصب سياسية مهمة وجند أفواجًا عسكرية أندلسية كوسيلة لمواجهة قوة ونفوذ النخب الموحدية التقليدية.
 
لفترة من الوقت، حاول الحاكم [[بنو نصر|النصري]] [[غرناطة|لغرناطة]] في الأندلس، [[أبو عبد الله محمد الأول|ابن الأحمر]]، فرض سيادة أبي زكريا لفترة وجيزة في محاولة لتجنيد مساعدته ضد القوات المسيحية. في النهاية، اقتصر تدخل الحفصيين في [[شبه الجزيرة الإيبيرية|شبه الجزيرة الأيبيرية]] على إرسال أسطول لمساعدة [[بلنسية|فالنسيا]] المسلمة في عام 1238. أظهر أبو زكريا اهتمامًا أكبر بمحاولة إعادة بعض السلطة السابقة للموحدين على المغرب وقام بمحاولات لتوسيع سيطرته إلى الغرب. في عام 1242، استولى على [[تلمسان]] من [[بنو زيان|الزيانيين]]، لكن زعيم الزيانيين [[يغمراسن بن زيان|يغمراسن]] أفلت منه. توصل الزعيمان في النهاية إلى اتفاق، مع استمرار يغمراسان في حكم تلمسان ولكنه وافق على الاعتراف رسميًا بسلطة أبي زكريا. في نفس العام، اعترفت [[سجلماسة]] و[[سبتة]] أيضًا بسلطته، على الرغم من أن هذه المدن ستقع لاحقًا تحت سيطرة المرينيين. وانتهت هذه السياسة التوسعية غرباً بوفاة أبي زكريا (1249م).
 
=== التوحيد والتقسيم ===
ركز خليفته [[أبو عبد الله محمد المستنصر|محمد الأول المستنصر]] (حكم من 1249 إلى 1277) على توطيد الدولة الحفصية في إفريقيا. استفادت الدولة من توسيع التجارة مع كل من أوروبا ومنطقة [[بلاد السودان|السودان]] (جنوب الصحراء الكبرى). في غرب المغرب (المغرب الحالي)، اعترف المرينيون، الذين لم يثبتوا حكمهم بالكامل في المنطقة بعد، رسميًا بسلطانه في عام 1258. مع [[سقوط بغداد (1258)|سقوط بغداد]]، موطن [[الدولة العباسية|الخلفاء العباسيين]]، في نفس العام، اعتُبر الحفصيون لفترة وجيزة أهم حكام العالم الإسلامي. اعترف به [[شريف مكة]] [[أبو نمي بن أبي سعد|أبو نمي]] مؤقتًا كخليفة في عام 1259.
 
خلال فترة حكمه اندلعت [[الحملة الصليبية الثامنة]] الفاشلة بقيادة [[لويس التاسع]] ملك فرنسا. وبعد نزوله في [[قرطاج]]، توفي لويس بسبب الزحار في وسط جيشه الذي أهلكه المرض عام 1270.
 
بعد وفاة المستنصر عام 1277، تمزقت صفوف الحفصيين بسبب الصراع الداخلي، والذي تفاقم بسبب تدخل [[مملكة أرغون|أراغون]]. وقد أدى هذا إلى انقسام في الأسرة الحاكمة: فرع واحد يحكم من تونس في الشرق و<nowiki/>[[إمارة الحفصيين ببجاية|فرع آخر]] يحكم من [[بجاية]] و[[قسنطينة]] في الغرب. استمر هذا الانقسام في توصيف السياسة الحفصية لمعظم تاريخها، مع تحول ميزان القوى أحيانًا من جانب إلى آخر مع نجاحات متقطعة في توحيد كلا الفرعين تحت حكم واحد. بعد الانقسام الأولي، حدث أول توحيد ناجح في عهد [[أبو يحيى أبو بكر المتوكل|أبو يحيى أبو بكر الثاني]] (حكم من 1318 إلى 1346)، حاكم الفرع الغربي الذي تمكن من السيطرة على تونس.
 
=== الغزوات المرينية والأزمة الداخلية ===
ظل حكم أبو يحيى أبو بكر غير مستقر، فلجأ إلى عقد تحالفات مع الزيانيين والمرينيين إلى الغرب. وشمل اتفاقه مع الحاكم المريني، [[أبو الحسن علي بن عثمان|أبو الحسن]] (حكم من 1331 إلى 1348)، الزواج من أخته، التي توفيت لاحقًا أثناء [[معركة طريف|حملة مرينية فاشلة في إسبانيا]]، تلا ذلك زواج آخر من ابنته. عندما توفي أبو يحيى أبو بكر عام 1346، قُتل وريثه المقصود، أبو العباس، في تونس على يد شقيقه عمر، الذي استولى على السلطة. أرسل حاجب أبي العباس، أبو محمد عبد الله بن تفراجين، رسالة إلى أبي الحسن يحثه فيها على التدخل وغزو إفريقيا. اغتنم أبو الحسن، بعد أن [[حصار تلمسان (1335–1337)|غزا تلمسان]] بالفعل عام 1337، الفرصة لمزيد من التوسع. غزا تونس عام 1347 وقبل حكام الحفصيين في المنطقة سلطته.
 
ومع ذلك، فقد أزعج الغزو توازن القوى لصالح القبائل العربية البدوية، التي لم يتمكن المرينيون من التأثير عليها. فر ابن تفراجين، الذي كان يأمل في أن يضعه المرينيون في السلطة، إلى مصر. وتدهور الوضع في إفريقية إلى مزيد من الفوضى والتنافسات الداخلية، واضطر أبو الحسن إلى العودة غربًا في عام 1349، جزئيًا للتعامل مع انقلاب ابنه [[أبو عنان فارس|أبو عنان]]. عاد ابن تفراجين إلى إفريقية، وبدعم من البدو، نصب ابنًا صغيرًا آخر لأبي يحيى أبو بكر، أبو إسحاق، حاكمًا. بعد أن نجح أبو عنان في انتزاع العرش من والده، غزا إفريقية مرة أخرى واستولى على تونس في أغسطس 1357، لكنه سرعان ما أجبرته قواته على التخلي عن المنطقة. عاد غربًا، محتفظًا بالسيطرة فقط على قسنطينة ومدن المغرب الأوسط لبعض الوقت.
 
خلال منتصف القرن الرابع عشر، تسببت أوبئة الطاعون التي جلبتها صقلية إلى إفريقيا في انخفاض كبير في عدد السكان، مما أدى إلى إضعاف مملكة الحفصيين. ولوقف الغارات من القبائل الجنوبية أثناء أوبئة الطاعون، لجأ الحفصيون إلى [[بنو هلال (قبيلة)|بنو هلال]] لحماية سكانهم الريفيين.
 
=== الأوج ===
وبعد انتهاء التهديد المريني، فشلت محاولات إعادة توحيد الحفصيين حتى غزا [[أبو العباس المستنصر|أبو العباس أحمد الثاني]] (حكم من 1370 إلى 1394)، أمير بجاية وقسنطينة، تونس في عام 1370. وباعتباره حاكمًا وقائدًا عسكريًا قادرًا، أعاد تأسيس سلطة الحفصيين بشروط أقوى، فركز السلطة إلى حد أكبر من أي وقت مضى. وفي الوقت نفسه، كان الزيانيون والمرينيون مشغولين بالشؤون الداخلية.
 
اعتبر الكتاب المعاصرون أن عهد [[أبو فارس عبد العزيز المتوكل|أبو فارس عبد العزيز الثاني]] (حكم من 1394 إلى 1434) كان ذروة القوة والازدهار الحفصي. كما عزز من قوة سلالته في إفريقية ووسع نفوذه على الزيانيين والمرينيين (والوطاسيين الذين خلفوا الأخيرين).
 
لم تكن بداية حكمه سهلة حيث ثارت ضده مدن الجنوب. ومع ذلك، استعاد السلطان الجديد السيطرة بسرعة: أعاد احتلال [[توزر]] (1404)، و<nowiki/>[[قفصة]] (1401)، و<nowiki/>[[بسكرة]] (1402)، وأخضع القوة القبلية في منطقتي قسنطينة وبجاية (1397-1402)، وعين حكام هذه المناطق ليكونوا ضباطًا منتخبين. كما تدخل ضد جيرانه الغربيين والشرقيين. وضم [[طرابلس]] (1401) و<nowiki/>[[الجزائر (مدينة)|الجزائر]] (1410-1411). في عام 1424، [[سقوط فاس (1411)|هزم]] السلطان الزياني، أبو مالك عبد الواحد، ووضع زيانيًا آخر، أبو عبد الله محمد الرابع، على عرش تلمسان تابعًا له. وفي عام 1428، انخرط الأخير في حرب أخرى مع أبو مالك عبد الواحد - الذي نال الآن دعمه الخاص من الحفصيين - وتم استبداله في النهاية بقريب زياني آخر بمساعدة أبو فارس عبد العزيز في عام 1431. وفي نفس الوقت تقريبًا (ربما في عام 1426)، ساعد أبو فارس عبد العزيز أيضًا في تنصيب [[عبد الحق الثاني المريني|عبد الحق الثاني]] على العرش المريني في فاس - تحت وصاية [[أبو زكرياء يحيى الوطاسي|أبو زكريا يحيى الوطاسي]] - وبالتالي حصل منه على اعتراف بالسيادة الحفصية.
 
في عام 1429، [[حصار مالطا (1429)|هاجم الحفصيون جزيرة مالطا]] وأسروا 3000 عبد، رغم أنهم لم يتمكنوا من غزو الجزيرة. وكان القائد العسكري أثناء الهجوم هو [[قايد رضاوان]]. واستخدمت الأرباح في برنامج بناء ضخم ودعم الفن والثقافة. ومع ذلك، أثارت القرصنة أيضًا أعمال انتقام من المسيحيين، الذين شنوا عدة مرات هجمات وحملات صليبية ضد المدن الساحلية الحفصية مثل [[الحملة الصليبية على المهدية|الحملة الصليبية البربرية]] (1390)، و<nowiki/>[[الحملة الصليبية على بونا|الحملة الصليبية في بونا]] (1399) والاستيلاء على [[جربة]] في عام 1423.
 
توفي أبو فارس عبد العزيز الثاني عام 1434 أثناء حملة أخرى ضد تلمسان. وكان خليفته [[أبو عمرو عثمان بن محمد المنصور|أبو عمرو عثمان]] صاحب أطول فترة حكم بين كل الحفصيين (حكم من 1435 إلى 1488). وقد واصل إلى حد كبير الحكم القوي الذي انتهجه أسلافه، لكنه اضطر إلى مواجهة تحديات أكبر، بما في ذلك السياسة الداخلية، والقبائل البدوية المضطربة في الجنوب، والوطاسيون في الغرب.
 
استولى عثمان على [[طرابلس]] في عام 1458 وعين واليًا على [[ورقلة]] في عام 1463. كما قاد حملتين إلى تلمسان في عامي 1462 و1466 وجعل الزيانيين تابعين له، كما قبلت الدولة الوطاسية في المغرب سلطته رسميًا. وهكذا خضعت بلاد المغرب بأكملها لفترة وجيزة لسيادة الحفصيين.
 
=== السقوط ===
{{طالع أيضا|فتح تونس (1534)|غزو تونس (1535)|الفتح العثماني لتونس 1574}}
 
في القرن السادس عشر، انخرط الحفصيون بشكل متزايد في صراع القوة بين إسبانيا و<nowiki/>[[جهاد بحري|القراصنة]] (المجاهدين البحريين) المدعومين من [[الدولة العثمانية|الإمبراطورية العثمانية]]. [[فتح تونس (1534)|غزا العثمانيون تونس]] في عام 1534 واحتفظوا بها لمدة عام واحد، وطردوا الحاكم الحفصي [[أبو عبد الله الحسن|مولاي حسن]]. بعد عام واحد استولى ملك إسبانيا والإمبراطور الروماني المقدس [[شارلكان|شارل الخامس]] على تونس، و<nowiki/>[[غزو تونس (1535)|طرد العثمانيين منها وأعاد]] مولاي حسن و الدولة الحفصية كمحمية هابسبورغية. وبسبب التهديد العثماني، أصبح الحفصيون تابعين لإسبانيا بعد عام 1535. غزا العثمانيون تونس مرة أخرى في عام 1569 واحتفظوا بها لمدة أربع سنوات. استعادها [[دون خوان النمساوي]] في عام 1573. أعاد العثمانيون احتلال تونس في عام 1574، وتم إحضار [[أبو عبد الله محمد بن الحسن|محمد السادس]]، آخر خليفة للحفصيين، إلى [[إسطنبول|القسطنطينية]] وأُعدم لاحقًا بسبب تعاونه مع إسبانيا ورغبة السلطان العثماني في الحصول على لقب [[خليفة|الخليفة]] حيث سيطر الآن على مكة والمدينة.
 
== أمراءسلاطين الدولة الحفصية ==
بلغ عدد أمراءسلاطين الدولة الحفصية 24 أميرًاسلطانًا - وهم:
{| class="wikitable"
|-
السطر 133 ⟵ 181:
|-
|9
| [[أبو يحيى زكرياء الأول|أبو يحيى زكرياء الأول اللحياني]]<ref>{{استشهاد ويب
| مسار = https://artsandculture.google.com/entity/أبو-يحيى-زكرياء-الأول/g120lq0zj
| عنوان = أبو يحيى زكرياء الأول
السطر 150 ⟵ 198:
|-
|10
| [[أبو ضربة محمد المستنصر|محمد أبو ضربة اللحياني]]<ref>{{استشهاد ويب
| مسار = https://www.noonpost.com/content/21854
| عنوان = كيف حكم الحفصيون تونس لأكثر من ثلاثة قرون؟
السطر 216 ⟵ 264:
|-
|}
 
== أصول الحفصيين ==
يعود نسب السلالة الحفصية الى سلالتين مختلفتين كان الترابط بينهما قوي وهما :
 
* السلالة الأولى : وتنحدر من [[هنتاتة|هنتانة]] من الأمازيغ ومنهم مؤسس الدولة الحفصية [[أبو زكرياء الأول|أبو زكرياء يحيى الحفصي]].<ref>{{استشهاد ويب|عنوان=ص28 - كتاب الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى - مراسلة السلطان أبي عبد الله محمد المستنصر بالله الحفصي للسلطان المنصور بالله يعقوب بن عبد الحق رحمهما الله - المكتبة الشاملة|مسار= https://shamela.ws/book/6627/516|تاريخ الوصول=2024-04-11|صحيفة=shamela.ws|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220928104756/https://shamela.ws/book/6627/516|تاريخ أرشيف=2022-09-28}}</ref> وأنتهى حكم هذه السلالة في عصر [[أبو البقاء خالد الناصر الأول|أبو البقاء خالد الأول]]. وذكر غيرهم ان هذه السلالة تنتسب الى [[عمر بن الخطاب]].<ref>{{استشهاد ويب|عنوان=ص355 - كتاب تاريخ الجزائر في القديم والحديث - تمهيد - المكتبة الشاملة|مسار=https://shamela.ws/book/123660/721|تاريخ الوصول=2024-04-11|صحيفة=shamela.ws}}</ref>
* السلالة الثانية : وتنحدر هذه السلالة من بنو لحيان من قبيلة [[هذيل]] المضرية العربية وبدأت هذه السلالة في حكم الدولة الحفصية في عصر [[أبو يحيى زكرياء الأول|أبو يحيى زكرياء الأول اللحياني]] ثم [[أبو ضربة محمد المستنصر|أبو ضربة اللحياني]].<ref>{{استشهاد ويب|عنوان=من أعلام بنو لحيان في الجاهلية والإسلام|مسار= https://www.al-jazirah.com/2011/20110911/wo3.htm|صحيفة=[[الجزيرة.نت]]|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230507150647/https://www.al-jazirah.com/2011/20110911/wo3.htm|تاريخ أرشيف=2023-05-07}}</ref> من عام [[1332|1332 م]] الى [[1574|1574 م]].<ref name=":7" /> وهذا سبب تلقب معظم أمراءها بعد [[أبو يحيى زكرياء الأول|أبو يحيى]] بلقب اللحياني.<ref>{{استشهاد بكتاب|مسار=https://shamela.ws/book/12320/3892|عنوان=كتاب تاريخ ابن خلدون|ناشر=دار الفكر، بيروت|المجلد=6|صفحة=481}}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف=أحمد بن علي بن عبد القادر، أبو العباس الحسيني العبيدي، تقي الدين المقريزي (ت ٨٤٥هـ)|مسار= https://shamela.ws/book/6667/976|عنوان=كتاب السلوك لمعرفة دول الملوك|ناشر=دار الكتب العلمية - لبنان/ بيروت|المجلد=2|صفحة=530|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230603035202/https://shamela.ws/book/6667/976|تاريخ أرشيف=2023-06-03}}</ref> واستمرت هذه السلالة بحكم الدولة الحفصية حتى سقطت الدولة.<ref name=":7" /> وهذا المتعارف لدى أهل [[إفريقية|أفريقية]].
 
== النظام السياسي ==
[[ملف:Mulay Ahmed de Tunis (Hafsid).jpg|تصغير|أبو العباس أحمد الثاني، الحاكم قبل الأخير للدولة الحفصية]]
توزعت منطقة نفوذ الدولة الحفصية على شاكلة حدود [[إفريقية]]، حيث امتدت من حدود برقة شرقا إلى [[الجزائر (مدينة)|جزيرة بني مزغنة]] غربا وإنقسمت إلى عدة مناطق على رأس كل منها وال،والٍ، أو عامل يعتمدون على مشائخ البلدان، ورؤساء القبائل. واعتاد الامراء تعيين الولاة والعمال من بين أقاربهم. وفي عهد هذه الدولة كانت البلاد مستقلة مدة ال 308 سنة الأولى، ومحمية إسبانية مدة ال 39 سنة الأخيرة.
 
وقد لقب ملوكها بلقب أمير ثم بلقب [[أمير المؤمنين،المؤمنين]]، وبلقب [[سلطان|السلطان]]. وكانت أسماؤهم تذكر في [[خطبة الجمعة|الخطب الجمعية؛الجمعية]]، وتنقش على السكة. وكان نظام الحكم وراثيًا،[[ملكية وراثية|وراثيًا]]، والأمير رئيسًا للدولة. والحاكمو [[ملكية مطلقة|الحاكم المطلق،المطلق]]، يجمع بين السلطتين الزمنية والروحية. ويعتمد على [[مجلس استشاري]] يلقب رئيسه ب ـ«الشيخ الأعظم» ويتكون من عشرة مشائخ يعينهم الأمير، ويعتمدون بدورهم على مشورة مجلس آخر يضم خمسين شيخا معينين من طرف الأمير أيضًا.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|عنوان=ألقاب الحكام الحفصيين : النشأة والتطور = The Nicknames of Hafsids Rulers : Origin and Development|مسار=https://platform.almanhal.com/Details/Article/114663?lang=en|صحيفة=Historical Kan Periodical|تاريخ=2017/09|صفحات=1–15|المجلد=447|العدد=5727|DOI=10.12816/0045096|لغة=Arabic|الأول=عجلان، عامر حسن|الأخير=أحمد| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210721223500/https://platform.almanhal.com/Details/Article/114663?lang=en | تاريخ أرشيف = 21 يوليو 2021 }}</ref>
 
وأعضاد'''أعضاد الأمير على تسيير شؤون الدولة:'''
* حاجب بربط الصلة ببنه وبين الرعية.
* وثلاثةثلاثة [[وزير|وزراء]] يشرفون على دواوين حكومية منظمة يرجع بالنظر إليها: القضاء، والجيش،[[جيش|الجيش]] والمالية،و ويعملالمالية، و يعمل بها متوظفون عديدون، ومأمورون كثيرون، من العناصر المقتدرة.
* ومأمورمأمور يسهر على نظام الأمن؛الأمن، وبراقب الأسواق.
* ومدير للجمرك أو الديوانة يشرف على (ديوان البحر) الذي ترجع إليه بالنظر مراكز الجمرك الموجودة بالمواني وأبواب العاصمة وبقية المدن، ويتولى رؤساؤها<ref>يعرف الواحد منهم باسم « امير الباب »</ref> استخلاص أداء المكس على الصادرات والواردات.
 
وكان مقر الحكم [[عاصمة|بالعاصمة]] التي كانت موجودة بجوار [[المدرسة الصادقية|المعهد الصادقي]] الحالي، ووقع تهديمها في العهد الحاضر. وكانت تشتمل على دواوين الحكومة، ومقر انعقاد المجالس، ومساكن الامراء، وآل بيتهم، وبعض رجال حاشيتهم، وقسم من الجند الملكي. وبالإضافة إلى تلك المساكن، كان الامراء يملكون قصورا مشتملة على بساتين بضواحي العامة - ومنها: [[قصر باردو|قصر بباردو]]، و[[قصر العبدلية|برج السلاسل]] في مدينة [[المرسى (تونس)|المرسى]]، وقصر [[رأس الطابية]]؛ وقصر أبي فهر قرب [[أريانة]] الذي كان مشتملا على جابية تشبه بحيرة تجري فيها القوارب، وأنشأه الأمير [[أبو عبد الله محمد المنتصر الثاني|محمد المستنصر بالله]].<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|مسار= https://search.mandumah.com/Record/1000754|عنوان=القناصل والتمثيل القنصلي بين الدولة الحفصية والقوى المسيحية في الغرب الأوروبي فيما بين القرنين الرابع عشر والسادس عشر الميلاديين، الثامن والعاشر الهجريين: من خلال وثائق فلورنسا ووثائق أرغونة|تاريخ=2019|ناشر=مجلة الآداب والعلوم الاجتماعية|مكان=جامعة محمد لمين دباغين سطيف 2|الأخير=جبار|الأول=عبد الناصر|تاريخ الوصول=22 يوليو 2021|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20210722140200/https://search.mandumah.com/Record/1000754|تاريخ أرشيف=2021-07-22}}</ref>
 
ولمو لم يكن للبلاد [[علم وطني]] لأنه من الأمور [[حداثة|المستحدثة]] و وإنماإنما كانت لها صاجق مختلفة الألوان والأشكالو الأشكال حل محلها [[علم تونس|العلم الوطني الحالي]] منذ أسسهأن اسسه [[البايات الحسينيون|الباي]] الثامن [[إيالة تونس|للدولة الحسينية]] [[حسين باي بن محمد|حسين باي الثاني]] سنة [[1247 هـ|1247]]<nowiki/>هـ - [[1831|1831 م]]، خلال عهد ما قبل الحماية الإسبانية.<ref>{{استشهاد ويب
| مسار = http://www.alomma-mag.tn/كتاب-تاريخ-معالم-التوحيد-لمحمد-بن-الخو/
| عنوان = كتاب: تاريخ معالم التوحيد لمحمد بن الخوجة PDF
السطر 246 ⟵ 288:
|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200806011115/https://www.alomma-mag.tn/كتاب-تاريخ-معالم-التوحيد-لمحمد-بن-الخو/|تاريخ أرشيف=2020-08-06}}</ref>
 
وكان للامراء طغراء، أي شعار للملك والدولة،و الدولة، وهي علامة تكتب في أعلى المراسلات الرسمية كرمز للسلطة الصادرة عنها. وقد عفت رسومها بتجدد نار الفتن في ربوع البلاد. وممنو و ممن باشر كابتها المؤرخ المشهور [[ابن خلدون]].<ref>تونس عبر التاريخ ص. 251 وتاريخ معالم التوحيد ص. 136</ref>
 
== العملة ==
[[ملف:Tunisia, emiro abu bakr II, dinar hafside, 1318-1346.JPG|تصغير|عملة أبي بكر الثاني]]
كانت [[عملة|العملة]] عندهم مربعة الشكل، بعد أن ضلت خلال العهود السابقة ذات شكل مستدير.<ref>ورقات -، 1ص. 455</ref><ref>تونس عبر التاريخ، ص. 218</ref>

'''وتتكون مما يلي:'''
* الدينار - وهو من [[ذهب|الذهب]]، ويزنو يزن أربع غرامات واثنينو اثنين و وسبعينسبعين مليغرامًا.
* الدرهم - وهو من [[فضة|الفضة]]؛ ويزنو يزن غرامًا واحدًا ونصفًا.
* الحندوس - وهو من [[نحاس|النحاس]]. وقد عوض الفلسبالفلس الذي ضل مستعملًا خلال العهود السابقة.
[[ملف:Hafsids Bougie Algeria 1249 1276 ornemental Kufic.JPG|تصغير|عملة للحفصيين مكتوب عليها [[خط كوفي|بالخط الكوفي]] ومزخرفة. [[بجاية]]، [[الجزائر]] 1249-1276م.|يمين]]وكانت الكتابة على السكة [[خط كوفي|بالخط الكوفي]] [[زخرفة|المزخرف]] أو [[خط أندلسي|بالخط الأندلسي]]. أما نصها، فإنه قريب المعنى ولاو لا تكاد تختلف عباراته الا قليلا.
 
من ذلك الدينار في مدة مؤسس الدولة، الأمير أبي زكرياء يحي، فقد كان مكتوبا على وجه،
 
في الوسط: '''الواحد الله، محمد رسول الله، المهدي خليفة الله'''.
 
وفي الدائرة: '''بسم الله الرحمن الرحيم، صلى الله على سيدنا محمد، وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم'''.
 
وعلى الوجه الثاني، في الوسط: '''أبو محمد عبد المؤمن بن علي أمير المؤمنين، الحمد لله رب العالمين'''
من ذلك الدينار في مدة مؤسس الدولة، الأمير أبي زكرياء يحي، فقد كان مكتوبا على وجه، في الوسط: '''الواحد الله، محمد رسول الله، المهدي خليفة الله'''. وفي الدائرة: '''بسم الله الرحمن الرحيم، صلى الله على سيدنا محمد، وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم'''.
 
وعلى الوجه الثاني، في الوسط: '''أبو محمد عبد المؤمن بن علي أمير المؤمنين، الحمد لله رب العالمين''' - وفي الدائرة: '''الأمير الأجل أبو زكرياء يحي بن أبي محمد ابن أبي حفص.'''
 
أما الكتابة في الدرهم فكانت:
السطر 264 ⟵ 314:
- في الوجه: '''لا إله إلا الله، الأمر كله لله، لا قوة إلا بالله'''. - وفي القفا: '''الله ربنا، محمد رسولنا، المهدي إمامنا'''.
 
وكان الدينار يتجزاً إلى: نصف دينار، وربعربع دينار، وثمنو ثمن دينار. ومنذ أيام محمد المستنصر بالله عُوِّض في كتابة الدينار، لقب الأمير بلقب أمير المؤمنين. ومنذو منذ أيام أبي عمر وعثمان صار الدرهم يعرف باسم الناصري، جمع نواصر، ويتجزاً إلى خُمسي وهو خمسة أسداس، وإلى خروبة وهي أربعة أسداس، وإلى نصف ناصري، وهو ثلاثة أسداس، وإلى قفصي وهو سدس الناصري.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|مسار= https://search.mandumah.com/Record/963132|عنوان=النقود الحفصية من خلال نوازل البرزلي: محاولة توظيف كتب الفقه في الكتابة التاريخية|تاريخ=سبتمبر 2018|ناشر=مجلة الحوار المتوسطي|مكان=جامعة الجيلالي ليابس سيدي بلعباس - مخبر البحوث والدراسات الاستشراقية في حضارة المغرب الإٍسلامى|الأخير=الهطاي|الأول=علي|تاريخ الوصول=22 يوليو 2021|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20210723191334/https://search.mandumah.com/Record/963132|تاريخ أرشيف=2021-07-23}}</ref>
 
بجانب المسكوكة الحفصية، راجت مسكوكة الاسبان في فترة الحماية الاسبانية ومنها:
السطر 272 ⟵ 322:
== العاصمة ==
{{مفصلة|تونس (مدينة)}}
بقيت مدينة [[تونس (مدينة)|تونس]] [[عاصمة]] للبلاد. إذ قد اتخذت في [[الدولة الموحدية|العهد الموحدي،الموحيدي]]، ووقع الاختيار عليها: لأهميتها التاريخية، ولحسن موقعها، ولما بلغته من الشأن في مدة أمراء [[بنو خراسان (تونس)|بني خراسان]] الذين حكموها في أواخر عهد [[زيريون|الدولة الصنهاجية]].<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|مسار= https://search.mandumah.com/Record/391357|عنوان=علاقة علماء أفريقية بالدولة الصنهاجية : من المواجهة إلى المصلحة وانتصار المذهب المالكي ( 362 - 440 هـ / 972 - 984 م)|تاريخ=نوفمبر 1996|ناشر=مجلة الهداية|مكان=المجلس الإسلامي الأعلى|الأخير=الساحلي|الأول=حمادي|تاريخ الوصول=22 يوليو 2021|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20210722135701/https://search.mandumah.com/Record/391357|تاريخ أرشيف=2021-07-22}}</ref>
 
وهي قرية بربرية قديمة، مشيدة فوق سفح جبل عرف فيا بعد بجبل أم عمرو، كانت ضئيلة في [[إمبراطورية قرطاجية|العهد القرطاجني،القرطاجي]]، ووقع ذكرها في تاريخ [[الحروب البونيقية]]، إذ اتخذت أحيانا مركز اقامةإقامة للجند. وأثبت اسمها في كتاب ([[المسالك والممالك (البكري)|المسالك والممالك]]) في العهد الروماني. وصارت مدينة أسقفية في عهدي [[وندال|الفندال]] والروم أو [[بيزنطة|البيزنطيين]].<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|مسار= https://search.mandumah.com/Record/254818|عنوان=تونس : تاريخ مدينة (لغة فرنسية)|تاريخ=1999|ناشر=دراسات أندلسية|مكان=جمعة شيحة|الأخير=سيباق|الأول=بول|تاريخ الوصول=22 يوليو 2021|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20210722113746/https://search.mandumah.com/Record/254818|تاريخ أرشيف=2021-07-22}}</ref>
[[ملف:1635 Tunis detail map Africa by Blaeu 3805125.png|تصغير|وحفر من البحر مجرى إلى وسط البحيرة المتصلة بها فأصبحت مرفاً على البحر الأبيض المتوسط]]
في عهد الولاة العرب، وجد الخراب مستوليا عليها. فأحيى عمرانها الوالي [[حسان بن النعمان]] إثر استيلاثه على مدينة [[إمبراطورية قرطاجية|قرطاجنةقرطاج]]، إذ قد اتخذها معقلا، وحفرو حفر من البحر مجرى إلى وسط البحيرة المتصلة بها فأصبحت مرفاً على البحر الأبيض المتوسط. وأنشاً بها دار صناعة لتكوين أسطول[[قوات بحرية|اسطول بحري]] يحمي البلاد التونسية. ويخضد شوكة القوات البيزنطية التي كانت تهددها. وشيد بها في مدة الوالي ([[عبيد الله بن الحبحاب|عبد الله بن الحبحاب]]) سنة [[114 هـ|114هـ]] - [[732|732 م]]. [[جامع الزيتونة]] على أنقاض معبد وثني خرب. ولم تلبث أن اتسعت وكثر عمرانها.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|مسار= https://search.mandumah.com/Record/78134|عنوان=مدينة تونس في التاريخ الاسلامي|تاريخ=1977|ناشر=مجلة جامعة القاهرة بالخرطوم|مكان=جامعة القاهرة - مكتب شؤون فرع الخرطوم|الأخير=دياب|الأول=صابر بن محمد|تاريخ الوصول=22 يوليو 2021|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20210723200041/https://search.mandumah.com/Record/78134|تاريخ أرشيف=2021-07-23}}</ref>
 
في عهد [[الدولة الأغلبية]] مُصرت، إذ ازدادت أهميتها واتخذها بعض الأمراء مقرّا، وأصبحت قاعدة حربية، وتكاثر بها الجند، وتعددت ثوراتهم وكذاك المرابطون لحراسة الثغور بالرباطات الكثيرة<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|مسار= https://search.mandumah.com/Record/765082|عنوان=الرباطات الساحلية الليبية في العهد الحفصى وأثرها على الحضارة|تاريخ=2005|ناشر=مجلة الجامعة الأسمرية الإسلامية|مكان=الجامعة الأسمرية الإسلامية|الأخير=احمودة|الأول=إدريس مفتاح|تاريخ الوصول=22 يوليو 2021|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20210723185836/https://search.mandumah.com/Record/765082|تاريخ أرشيف=2021-07-23}}</ref> التي اشتهر من بينها رباط الجراح بالمرسى، ورباط جبل المنار.<ref>{{استشهاد ويب
السطر 289 ⟵ 339:
{{اقتباس|كانت مصرا عظيما، يحيط بها سور له عدة أبواب. ولها أسواقها، وحماماتها، وخاناتها. وبها حركة علمية عظيمة. وحولها نطاق من البساتين الريانة}}
 
وعندما ضعفت سلطة [[زيريون|الدولة الصنهاجية،الصنهاجية]]، وتداعى أمرها، وضعف سلطان أمرائها، وأصبحت البلاد فريسة بين أيدي [[أعراب|الأعراب]] و[[نورمان|النرمان]]<nowiki/>ء صارت تونس إمارة [[بنو خراسان (تونس)|لبني خراسان]]. فعظم بهم شأنها، واتسع عمرانها، ووقع تجميلها، وأنشئت بها القصور والمساجد والأسواق والحمامات [[خان|والخانات]]. وازدهرت أسواقها حتى صارت مدينة تجارية؛ ومحط رحال تجار بلدان [[البحر الأبيض المتوسط]].
 
وفي [[الدولة الموحدية|العهد الموحدي]]؛ جعل منها عاصمة جديرة باسمها؛باسمها إذ ازدادت منشآتها، وعمرت أسواقها بالتجار والصناع.[[ملف:Bab_el_jedid.jpg|تصغير|273x273بك|الباب الجديد عام [[1890]]]]
[[ملف:Bab menara 1900.jpg|يمين|تصغير|باب المنارة 1900]]
وفي الدولة الحفصية، استدرت على زهرتها وجلالها. وأنشئ بها ربضان جديدان، خارج سورها القديم، عند [[باب الجزيرة]] [[باب السويقة|وباب السويقة]]. وأقيم سور جديد خارجي يحيط بالربضين، ويجعلهما بين سورين. وبنيت في كل من السورين أبواب عظيمة أهمها: [[باب الجديد (تونس)|باب الجديد]]، و[[باب البحر (تونس)|باب البحر]] اللذان لا يزالان قائمين، و[[باب المنارة]] الذي وقع تهديمه حديثا لتوسيع الطريق. ومكان هذا الباب مواجه للمقر الحالي [[وزارة الدفاع الوطني (تونس)|لوزارة الدفاع الوطني]].
 
وقد تجمعت دكاكين بعض الحرف عند هذه الابواب [[صباغة|فالصباغون]] داخل باب الجزيرة. [[حدادة|والحدادون]] عند باب الجديد. والسراجون عند باب المنارة.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|مسار= https://search.mandumah.com/Record/1042167|عنوان=العاملون بأسواق الدولة الحفصية|تاريخ=يناير 2018|ناشر=مجلة كلية الآداب|مكان=جامعة الفيوم - كلية الآداب|الأخير=سعد|الأول=سمير على أحمد|تاريخ الوصول=22 يوليو 2021|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20210723195852/https://search.mandumah.com/Record/1042167|تاريخ أرشيف=2021-07-23}}</ref>
السطر 304 ⟵ 354:
|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20210721223459/https://alkindi.ideo-cairo.org/manifestation/241594|تاريخ أرشيف=2021-07-21}}</ref>
[[ملف:Plaque commémorative de la médersa Ech Chamaiya المدرسة الشماعية.jpg|تصغير|المدرسة الشماعية]]
وبالإضافة إلى ماسبق ذكره: فقد ازدادت منشأت المدينة، وامتلأت ضواحيها بالقصور [[متنزه|والمنازه]]. ومن أجل ذاك كله أطنب الكُتاب في وصف اعجابهم بها، وأفاض الشعراء في الإشادة بما بلغته من الحضارة والرفاهية والعظمة. وقد تضمن وصفها خلال العهد الحفصي، نصٌ منقول عن [[ابن فضل الله العمري|شهاب الدين العمري]] جاء فيه ما يلي:<ref>الكتاب المدرسى_ في التاريخ التونسى - ص. 210</ref>
{{اقتباس|وبتونس ثلاث مدارس: [[المدرسة الشماعية|الشماعية]] - والمعرّضية (خربت) - والتوفيق. وبها الحمامات، والاسواق الجليلة. ويُعمل بها القماش الافريقي وهو ثياب رفيع من القطن والكتان معا، ومن الكتان وحده. وثيابها أمتع من النصافي البغدادي وأحسن، وهومن أجلّ كساوي المغرب. وللأمير بستانان: أحدهما ملاصق لربض البلد اسمه « رأس الطابية » والاخر بعيد عن البساتين اسمه « أبو فهر » بينه وبين البلد ثلاثة أميال. والماء مساق اليها من ساقية زغوان (جبل بُعده يوم عن تونس ويدخل منه فرع).
 
السطر 413 ⟵ 463:
 
== الحياة الثقافية ==
في هذا العهد نهضت الثقافة نهضة لم يشهدها [[المغرب العربي]] من قبل، فقد انتشر التعليم بالبلاد بواسطة [[كتاب (مدرسة)|الكتاتيب]] ، والمدارس، والجوامع، والزوايا. وانتشر بالعاصمة بمثل ذلك؛ وبواسطة مدارس رسمية كثيرة وقع تأسيسها ومنها: مدرسة بالقصبة، في البلاط الحفصي، مهدتها العناية بأبناء الأمراء، وتكوين مستخدمي الدولة. ومنها: [[المدرسة التوفيقية|مدرسة التوفيق]]، [[المدرسة العنقية|والمدرسة العنقية]]، [[المدرسة المنتصرية|والمدرسة المنتصرية]]، [[المدرسة الشماعية|والمدرسة الشماعية]]، [[المدرسة المرجانية (تونس)|والمدرسة المرجانية]]، [[المدرسة العصفورية|والمدرسة العصفورية]].<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|مسار= https://search.mandumah.com/Record/3974|عنوان=المدارس الحفصية : نظامها ومواردها|ناشر=مجلة الجامعة المغاربية|مكان=الجامعة المغاربية|الأخير=أحمد|الأول=مريم ميلود سعد|تاريخ الوصول=22 يوليو 2021|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20210722140304/https://search.mandumah.com/Record/3974|تاريخ أرشيف=2021-07-22}}</ref>
 
وقد جلب لها الأمراء الأساتذة من [[الأندلس]] ومن [[طرابلس]] وغيرهما. وأسكنوا بها الطلبة، وقاموا باطعامهم، وكونوا لهم بها [[مكتبة|المكتبات]]؛ فقامت بأكبر قسط في تكوينهم تكوينا جامعيا. ذلك أن مناهج الدراسة فيها كان برتكز على جمع عناصر الثقافة المفننة في وحدة تكاملية امتزاجية، تتولد عنها ملكة راسخة، تُمكن الخريج من معالجة المباحث للتحقيق والتوليد والابتكار، بالتخصص المبني على المشاركة الواسعة<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|مسار= https://search.mandumah.com/Record/874909|عنوان=المؤسسات التعليمية ونظم التعليم في إفريقية في العهد الحفصي 625-981 هـ. / 1227-1574 م.|تاريخ=2016|ناشر=مجلة الجامعة المغاربية|مكان=الجامعة المغاربية|الأخير=أحمد|الأول=مريم ميلود سعد|تاريخ الوصول=22 يوليو 2021|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20210722135915/https://search.mandumah.com/Record/874909|تاريخ أرشيف=2021-07-22}}</ref>؛ إذ لم تكن العلوم نقلا وتلقينا، بل كانت تكوينا وتوجيها لتوسيع نطاق المعارف، بالبحث والإنشاء والتحرير.<ref>{{استشهاد بكتاب
السطر 472 ⟵ 522:
| الأخير = الاتحاد
| الأول = صحيفة
|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20210723073245/https://www.alittihad.ae/article/116958/2012/التيجاني-صاحب-أقدم-رحلة-في-بلاد-أفريقيا|تاريخ أرشيف=2021-07-23}}</ref>- في التاريخ وقد ترك أثرا هاما - وهو [[رحلة التجاني|رحلة التيجاني]] التي ضمنها تاريخ معظم مدن البلاد التونسية وقراها، وتحدث فيها عن مشاهداته اثناءأثناء الرحلة التي قام بها، برفقة الأمير الحفصي التاسع [[أبو يحيى زكرياء الأول|أبي يحيى زكرياء الأول]] سنة [[717 هـ]] - [[1317|1317 م]].<ref>{{استشهاد ويب
| مسار = https://iss.ndl.go.jp/books/R100000002-Ia1000029864-00?ar=4e1f&locale=en
| عنوان = رحلة التجاني : تونس – طرابلس, 706/708 هـ (الدار العربية للكتاب): 1981|Bibliography details|NDL Search
السطر 639 ⟵ 689:
* مدينة [[قابس (مدينة)|قابس]] وصفها الرحالة [[أبو العباس أحمد التيجاني|التجاني]] في رحلته بأن مظاهر الانحطاط كانت بارزة بها، وأن أحوالها كانت سيئة.
* مدينة [[توزر]] امتاز أهلها بالتمرد. وكثيرا ما أجبروا الأمراء على امتشاق الحسام لردهم إلى طاعتهم. وكثيرا ما اختل أمنها بما كان ينشب بين أهلها والقبائل المجاورة لها من قتال.
* جزيرة [[قرقنة]] أضاعت بعض ما كانت عليه من الخصب، تبعا لضعف موارد أبنائها إذ لم يتمكنوا من نفع الدولة بمواهبهم في ميدان الأسطول. وقد هاجمها الاعداءالأعداء - ومنهم الصقليون - ثلاث مرات، فقاسى أبناؤها من جراء ذلك الأمرين. ثم احتلها الاسبان، واضطهدوا أبناءها إلى أن انتصر عليهم الأتراك؛ وأصبحت البلاد تحت الحكم العثماني.[[ملف:Mosquée des Turcs-Houmt Souk.jpg|تصغير|جامع الترك في وسط [[حومة السوق]]، في [[جربة|جزيرة جربة]]]]
* جزيرة [[جربة]] كانت، في المدة الأولى من هذا العهد، تحت سلطة الدولة الحفصية، يتداول على تسيير شؤونها ولاة من قبلها. ثم جدت بها حوادث كثيرة، حكمها الاسبان التي بقيت آثارهم بها، وأضيف إليها أثرا آخر للأتراك، وهو جامع ذو منارة مستديرة الشكل لا يزال قائم الذات [[حومة السوق|بحومة السوق]]؛ وبيعرف [[جامع الترك|بجامع الاتراك]].
 
السطر 654 ⟵ 704:
وقد تعزز جانب هاتين المدرستين بمدارس أخرى أسسها الأمراء، وقامت جميعها بأكبر قسط في تكوين طلبتها تكوينا جامعيا.
 
وبالإضافة إلى ذلك فقد ساعد على ترقية مستوى الحياة العائلية في أوساط الأمراء وأقاربهم، وفي أوساط الذين كانت لهم صلة بهم: أمهات وزوجات أكثر الأمراء اللائي كن نصرانيات وجلبن معهن كثيرا من التقاليد الطيبة، وأساليب العيش والتربية والتهذيب، ودخلن في الإسلام عن طيب نفس، وأبدلن أسماءهن، ومن بينهن والدة الآميرالأمير التاسع عشر أبي عمر عثمان التي كان اسمها مارية فصار مريم.
 
يضاف إليهن عائلات أخوال ذلك الأمير، وهم نصارى وفدوا عليه لتهنئته بتقلد الامارة فأنزلهم بالعاصمة بمساكن عرف باب حومتها باسم [[باب العلوج]]، ولا يزال معروفا بذلك إلى اليوم.
السطر 725 ⟵ 775:
من صادرات البلاد الجلود، والصوف، وبعض المنسوجات، والحبوب، والزيت، والتمر، والعسل، والشمع، والتن، والإسفنج، والمرجان، والملح؛ ومعدن الرصاص: والبوتاس، وبعض الأسلحة. ومن وارداتها الذهب، والفضة، والأسلحة، والخشب، والورق، وأنواع من الأقمشة، والحجارة الكريمة.
 
وقد ساعد على رقي التجارة وبلوغها إلى تلك الدرجة، الاتصال المباشر، المنجر عن اقامةإقامة التجار الأجانب بالعاصمة حيث تمكنوا من تنظيم شؤونهم التجارية، وتعلموا طرق المعاملات، في جو من الثقة المتبادلة كان يسود علائقهم بالتجار التونسيين، زيادة عن وجود شركات منظمة لتبديل العملة وتسعيرها، ومؤسسات للقروض وتوزيع الأرباح وضمان البضائع.
 
== الدين ==
السطر 843 ⟵ 893:
| موقع = islamicart.museumwnf.org
| تاريخ الوصول = 2021-07-24
|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20210724224217/http://islamicart.museumwnf.org/database_item.php?id=monument;ISL;tn;Mon01;11;ar&pageD=N|تاريخ أرشيف=2021-07-24}}</ref> وفي هذه الزاوية يوجد قبر الأمير الثالث والعشرين أبي العباس احمدأحمد الثاني.
# الشيخ أبو عبد الله محمد بن عمران، الشهير باسم بو راوي الفحل أصله من بلدة القلعة الصغرى. تلقى التصوف عن والده الذي كان ممن أخذوا عن الشيخ احمدأحمد بن عروس الهواري. كان تقيا عابدا، يلازم الخلوة والتهجد واشتهر بالصلاح. وقد قضى حياته بمدينة سوسة حيث توفي سنة 931 هـ. - 1524 م، وشيدت حول قبره زاوية ضخمة بقلب المدينة لا تزال موجودة.<ref>{{استشهاد ويب
| مسار = https://www.souhnoun.com/الأولياء-و-الصالحون-في-تونس/بو-راوي-الفحل/
| عنوان = بو راوي الفحل {{!}} موقع سحنون
السطر 855 ⟵ 905:
| موقع = areq.net
| تاريخ الوصول = 2021-07-24
|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20210724224209/https://areq.net/m/أحمد_بن_مخلوف_الشابي.html|تاريخ أرشيف=2021-07-24}}</ref> ارتحل إلى العاصمة. وقضى بها أعواما تلقى أثناءها دراسة متينة أصبح بفضلها مثقفا، وأخذ عن شيوخ التصوف ومن بينهم الشيخ احمدأحمد بن عروش الهواري. ثم رجع إلى جهة المهدية والتحق بالشيخ الصوفي علي المحجوب<ref>{{استشهاد ويب
| مسار = https://shamela.ws/book/33342/911
| عنوان = ص290 - كتاب نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار - ترجمة الشيخ أبي الحسن علي المحجوب - المكتبة الشاملة
السطر 871 ⟵ 921:
| موقع = app.alreq.com
| تاريخ الوصول = 2021-07-24
|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20210724224215/https://app.alreq.com/ar/Authors/Author/7af06b40-1586-4259-6708-08d787814580|تاريخ أرشيف=2021-07-24}}</ref>، إذ كانت محبذة لعقيدة طريقته. وتوفي سنة [[887 هـ]] - [[1482|1482 م]]، فخلفه على رأس الفرقة الشابية ابنه الشيخ محمد الأكبر وتوفي بعد ثلاثة أعوام سنة [[890 هـ]] - [[1485|1485 م]]. فتولى أمرها الشيخ [[عرفة الشابي|عرفة]] وسجل لها ازدهارا لم تعرفه من قبل. إذ جعل من مدينة القيروان مركزا دينيا وسياسيا نشيطا، ومدينة منشقة. وتمكن على رأس أتباعه من الانتصار على قوات الأمير الحفصي الثاني والعشرين الحسن بن محمد. فشجعه ذلك على البقاء على انشقاقه، وحاول أن يؤسس إمارة، إلا أن الظاروف كانت شديدة. إذ تزايد عدد المعارضين وأغلبهم من البدو ونفروه. توفي سنة [[949 هـ]] - [[1542|1542 م]]. فخلفه الشيخ أبو الطيب وكانت البلاد يومئذ محمية إسبانية، وفي حالة فوضى وهيجان، وكان الأتراك الذين احتلوا [[جزائر بني مزغنة|الجزائر]] ينافسون الاسبان. في ذلك الجو الرهيب، أخذت الدعاية والمعارضة تتزايد ضد الطريقة الشابية. وبذلك سقط شيخها في نظر أهل القيروان، وفقد لديهم احترامه وهيبته واعتبارة، وما له من حق الولاء والطاعة. وأدى ذلك بهم إلى الاستنجاد بالقائد التركي<nowiki/>[[درغوث رئيس|درغوث باشا]] الذي كان واليا [[طرابلس|بطرابلس]]، بعد أن انتزعها من الاسبان. فاستجاب لذلك، وقدم إلى إلى القيروان على رأس قوة عسكرية، وقتل الشيخ أبا الطيب، وفر الشابيون. فوقعت مطاردتهم، وتشتت شملهم.<ref>وذلك سنة 966 هـ الموافقة 1558 م</ref> وبعد أمد بعيد، تمكن بعضهم من الإقامة بمدينة [[قفصة]] حيث عرفوا بالاجرين، وتمكن الاخرون من الإقامة بالقرب من مدينة توزر حيث تكونت منهم [[توزر|قرية الشابية]]، وإليهم تنتسب [[عائلة الشابي]].[[ملف:Sidi Ameur سيدي عامر - panoramio (6).jpg|تصغير|زاوية سيدي عامر]]
# [[عامر بن سالم المزوغي]] - ولد حوالي سنة [[920 هـ]] - [[1514|1514 م]] بقرية [[الساحلين]] الكائنة جنوبي مدينة [[سوسة (تونس)|سوسة]] على بعد عشرة أميال وذلك في فترة حكم الأمير الحفصي الحادي والعشرين أبي عبد الله محمد. يقال أن نسبه يعود إلى [[علي بن أبي طالب]].<ref>{{استشهاد ويب
| مسار = https://zaherkammoun.com/2019/01/02/ameurmzoughi/
السطر 909 ⟵ 959:
|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20210624203812/https://al-maktaba.org/book/33439|تاريخ أرشيف=2021-06-24}}</ref> ترجمة للشيخ جاء فيها : {{اقتباس مضمن|أن الشيخ الصالج الشهير الذكر، وطاحب الكرامات عامر المزوغي ممن أخذوا عن الشيخ أبي الغيث القشاش، وأن له زاوية كبرى بالقرب من قرية الساحلين بالبلدة المعروفة باسم سيدي عامر.}}
 
= أعلام =
== السياسة ==
<gallery>
حظيت الدولة الحفصية بعز وسلطان ونفوذ لم يتسن لكثير من الدول، إلا أن الغالب عليها سوء الإدارة، لبعد عهدها عن الصبغة العربية والحضارة الشرقية، ولتغلب الفكر البربري على رجالها ومدنيتها، علما وأنها الدولة البربرية الثانية، باعتبار الدولة الصنهاجية هي الأولى. لذلك كان دورها تقليديا بعيدا عن الابتكار، وكانت سياستها العامة ضعيفة في مجموعها. غير أن عصر أمرائها الأولين كان من عصور تونس الزاهرة. فقد عظم شأن دولتهم، وكانت البلاد في عهدهم أعظم وأخطر مملكة في العالم الإسلامي. إذ امتد أمرها، واتسع مجال ملكها، ومدت يد البيعة من المشرق والمغرب اليها. {{تعظيم|تفاصيل = عبارات تفخيم وتعظيم غير موضوعية}}
ملف:Flag of Hafsid Dynasty (1229 - 1574).svg|العلم الأصفر مع هلال أبيض، هو العلم المعاد بناؤه في القرن الخامس عشر<ref>{{استشهاد ويب|عنوان=الحفصيون/بنو حفص في تونس، بجاية وقسنطينة|مسار=http://www.hukam.net/family.php?fam=44|تاريخ الوصول=2024-05-16|صحيفة=www.hukam.net|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20240323134722/http://www.hukam.net/family.php?fam=44|تاريخ أرشيف=2024-03-23}}</ref>
 
ملف:Flag of Hafsid Tunisia (1550).svg|أبيض مع هلال أزرق حسب جاكوبو روسو، 1550 (آخر فترة للمملكة)<ref name="مولد تلقائيا1" />
ومرد ذلك إلى أن أمراءها كانوا أقرب إلى خلال الخير. إذ يتصرفون في حدود الدين ويعتمدون على أحكام الكتاب والسنة، ويتباهون بالانحياز إلى سيرة السلف الصالح، ويحضون السكان على انباعهم، والاقتداء بهم والسير على منوالهم سواء في التسلح بالايمان، والخوف من الله، أو في توطين النفس على الاحكام الشرعية والاداب الإسلامية، أو في القيام بفروض الدين وشعائره، والتخلق بأخلاقه أو في التقشف في حياتهم، أو في حسن التصرف في أمورهم.
ملف:Flag of Tunis during 14th century.svg|علم أحمر مبكر مع هلال أبيض أو أصفر من القرن الرابع عشر، ذكره مارينو سانودو (حوالي 1321)، أنجيلينو دولسيرتا (1339) والأطلس الكاتالوني (1385)<ref name="مولد تلقائيا1">{{استشهاد ويب|عنوان=TunisiaArms|مسار= http://www.hubert-herald.nl/Tunisie.htm|تاريخ الوصول=2024-05-16|صحيفة=www.hubert-herald.nl|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20240401103725/https://www.hubert-herald.nl/Tunisie.htm|تاريخ أرشيف=2024-04-01}}</ref>
 
ملف:Tunis Hafsid flag.svg|علم الحفصيين بحسب [[أطلس كتالوني|الأطلس الكتالوني]]، حوالي عام 1375م.
وبفضل تلك النفسية التي كانت تقود أولاك الأمراء، وقوة الوازع الديني الذي كان يسيطر عليهم، أنشأوا في العاصمة وغيرها المشاريع الجليلة والأبنية النافعة. ونفق في أيامهم سوق العلم، فبرز في ربوعه أعلام يفاخر بهم المغرب المشرق.
ملف:Tunis flag (14th century).gif|علم مدينة تونس في القرن الرابع عشر. أبيض مع هلال أسود <ref>{{استشهاد ويب|عنوان=Tunisia in the "Book of All Kingdoms"|مسار= https://www.fotw.info/flags/tn_f0fxx.html|تاريخ الوصول=2024-05-16|صحيفة=www.fotw.info|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20240322155918/https://www.fotw.info/flags/tn_f0fxx.html|تاريخ أرشيف=2024-03-22}}</ref><ref>{{استشهاد ويب|عنوان=TunisiaArms|مسار= https://www.hubert-herald.nl/Tunisie.htm#|تاريخ الوصول=2024-05-16|صحيفة=www.hubert-herald.nl|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20240401103725/https://www.hubert-herald.nl/Tunisie.htm|تاريخ أرشيف=2024-04-01}}</ref>
 
ملف:Mehdia flag under hafsid rule (Uncertain).gif|ذكرت هذه الراية باسم افريقيا في ''كتاب معرفة كل الممالك'' و ربما يقصد بها افريقية او مدينة المهدية. <ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف=Markham|الأول=Clements R. (Clements Robert)|مسار=https://archive.org/details/s2bookofknowledg29markuoft/page/n63/mode/2up|عنوان=Book of knowledge of all the kingdoms, lands, and lordships that are in the world, and the arms and devices of each land and lordship, or of the kings and lords who possess them|تاريخ=1912|ناشر=London, The Hakluyt society|آخرون=Kelly - University of Toronto|مؤلف2=Jiménez de la Espada|الأول2=Marcos}}</ref><ref>{{استشهاد بويب|عنوان=Tunisia in the "Book of All Kingdoms"|مسار=https://www.crwflags.com/fotw/flags/tn_f0fxx.html#africa|تاريخ-الوصول=2024-12-27|صحيفة=www.crwflags.com}}</ref>
أما الأمراء الأخيرون، فقد انسلخ معظمهم عن تعاليم الدين، وأقبلوا على الدنيا بما فيها: إذ ارتكبوا المذمومات، وانتحلوا الرذائل، وسلكوا طرقها، وتجرأوا على القتل، وعلى أخذ الأموال بغير وجه شرعي أو سياسي، وأعطوا المثال السيئ إلى السكان بما أعلنوه على بعضهم من ثورات تنازعا على السلطة، اضذطروا بسببها : تارة إلى التنازل عن الامارة، وتارة إلى الفرار، وتارة إلى التقاتل وما إليه من اتخاذ وسائل قمع ما أنزل الله بها من سلطان.
ملف:Gabes flag (1375).gif|علم مدينة قابس بحسب [[أطلس كتالوني|الأطلس الكتالوني]]، حوالي عام 1375م.<ref>{{استشهاد بويب|عنوان=Tunisia - Historical Flags|مسار=https://www.crwflags.com/fotw/flags/tn-hist.html#gab|تاريخ-الوصول=2024-12-27|صحيفة=www.crwflags.com}}</ref>
 
ملف:Almohad flag.svg|استخدم الحفصيون رايات بيضاء خلال المسيرات لصلاة العيد او عند مواكب الاسواق و كانت مميزة عن بقية الرايات، حاملها يركب حصانا قرب السلطان. رفعت خلال الاستعراضات ايضا لحجب الرايات الملونة. <ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف=روبار برنشفيك|مسار=https://archive.org/details/letaiefadel_yahoo_02_201510|عنوان=تاريخ إفريقية في العهد الحفصي|المجلد=2|صفحات=30}}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف=عاصم محمد رزق|مسار=https://archive.org/details/qamarb1955_hotmail_20181218|عنوان=رايات الإسلام من اللواء النبوي الأبيض إلى العلم العثماني الأحمر عاصم|صفحات=151}}</ref>
ومن جراء ذلك، واجهتهم طعوبات كثيرة. أسفرت عن حدوث خلافات بين القبائل وانشقاق في بعض المدن، وأثارت كثيرا من الفتن والقلاقل. وأنتجت ضعفا في نفوذهم، ووهنا في الروابط التي بينهم وبين السكان. فاستضعفهم النصارى ونالوا من هيبة الدولة ومن خيرات البلاد ما نالوا - ومثلهم أبو الحسن المريني الذي هاجم البلاد بجيشه، وقتل أميرها الثاني عشر أبا حفص عمر الثاني، واحتل العاصمة - وإن بلغت مدته فيها ثلاثين شهرا ونصفا فقط - فانها كانت لتدوم أكثر لو لا أن ثار عليه السكان وأجبروه على الهروب.
</gallery>
 
وكان على الأمراء الثلاثة الأخيرينن بالخصوص، أن يتعظوا بذلك، ويتداركوا الأمر، إلا أن تشبثهم بالسلطة دون اعتماد على الشعب كان المسيطر على نفوسهم ووصل بالأمير الحسن بن محمد إلى أن استجند يمالك إسبانيا، وبذل له ما أرضاه في العاجل والاجل، وأصبحت البلاد محمية إسبانية.
 
فذاق الشعب من جراء ذلك لباس الجوع والخو، إذ أصبحت كرامته مداسة، وأمواله منهوبة، ودوره مغصوبة، وكتبه ممزقة بسنابك الخيل، وجامعه الأعظم مربطا للدواب، إلى غير ذلك. فقابله الشعب بردود فعل كبدت الاسبان الهزائم الشنيعة؛ والخسائر الفادحة.
 
تفاقم الوضع، ولم يفد تسميل عيني الأمير الحسن بن محمد ولا استتجاد الأمير أبي العباس الثاني بالاسبان من جديد ضد الأتراك، ولا ارتحاله عن البلاد ولا تعاون أخيه الأمير محمد الحسن مع الاسبان. إذ أسفر تدخل الأتراك في النهاية عن اعتقال هذا الأمير، وتطهير البلاد من الاسبان.
 
== مراجع وملاحظات ==